أربعة جزائريين أفرج عنهم من غوانتنامو حتى الآن رحّلت الولاياتالمتحدة معتقلين جديدين من سجن غوانتاناموبكوبا إلى الجزائر، حسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الأمريكية، أول أمس، لكن بدون أن تكشف عن هويتهما، ليصل بذلك عدد الجزائريين المفرج عنهم من هذا المعتقل الواقع بجزيرة كوبا الى أربعة. رفض المتحدث باسم البنتاغون جيفري غوردون كشف أسماء الجزائريين المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو مكتفيا بالقول إن الولاياتالمتحدةالأمريكية "تبذل جهدا منسقا لتقليص عدد السجناء في غوانتانامو". في الوقت نفسه أكدت خلية الإعلام التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر بأن هذا الاخير اطلع على ظروف احتجاز المعتقلين الجزائريين اللذين أفرجت عنهما السلطات الأمريكية، وأكدت الخلية أنها اطلعت على ظروف الجزائريين المفرج عنهما قبل إطلاق سراحهما، كما "ستتابع ظروف توقيفهما في الجزائر"، وأكد مسؤولو خلية الإعلام للجنة الصليب الأحمر الدولي أن الجزائريين المفرج عنهما عبرا فعلا عن رغبتهما في تسليمهما لسلطات بلدهما، وأكدت أن هيئة الصليب الأحمر الدولي أجرت مقابلة مع المعتقلين قبل الإفراج عنهما، وستقوم لاحقا بإجراء مقابلات سرية مع باقي المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو الذين ستقوم السلطات العسكرية الأمريكية بالإفراج عنهم قبل نهاية السنة حسب المعلومات التي استقتها هيئة الصليب الأحمر. وكانت الولاياتالمتحدة قد رحلت اثنين آخرين إلى الجزائر في جويلية الماضي ولا يزال هناك أكثر من 65 معتقلا ينتظرون ترحيلهم إلى بلدانهم، حسب ما أوضح البنتاغون في بيان إما ليطلق سراحهم وإما ليمضوا عقوبة بالسجن. وبعد ترحيل هذين السجينين، انخفض عدد السجناء في غوانتانامو إلى "حوالي 260"، حسب البنتاغون ، ووجهت إلى 21 سجينا منهم فقط تهمة ارتكاب جرائم حرب وينتظر 20 آخر للمثول أمام محاكم عسكرية استثنائية. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أفرجت بداية جويلية الماضي على كل من هواري عبد الرحمان ومصطفى حمليل وهما من ولايتي العاصمة وبشار، وقد مثلا أمام قاضي التحقيق بمحكمة سيدي امحمد بالعاصمة، وتم وضعهما تحت الرقابة القضائية بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج. وقد وصل المتهمان إلى الجزائر يوم 2 جويلية الجاري، بعد أن أفرجا عنهما يوم 30 جوان الماضي، ورافق الصليب الأحمر الدولي الجزائريين إلى غاية وصولهما للجزائر، كما أشرفت ممثلية الصليب الأحمر على متابعة استقبالهما إلى غاية مثولهما أمام القضاء. ويبلغ مصطفى حمليل من العمر 49 سنة، وهو من ولاية بشار وقد سافر إلى باكستان سنة 1986، وكان عمره 26 سنة، في مهمة دراسية حسب ما أكدته لنا أمس شقيقته، التي أضافت، أن مصطفى أراد التخصص في العلوم الشرعية، إلا أنه تم توقيفه من طرف الأمريكان سنة 2002 بدعوى انتمائه لتنظيم "القاعدة"، وزج به بسجن "غوانتانامو" ومنذ تلك الفترة انقطعت أخباره إلى غاية بداية جويلية الماضي، عندما اتصلت هيئة الصليب الأحمر الدولي بعائلته تخبرهم بأن البنتاغون قد أفرج عن مصطفى حمليل، وذكر احد أفراد عائلة مصطفى أن هذا الأخير تزوج من امرأة باكستانية وهو أب لخمسة أطفال. أما هواري عبد الرحمان فهو من مواليد 1980 أي أنه يبلغ من العمر 28 سنة، وقد التحق بباكستان أيضا سنة 2002، وقد زج به في معتقل غوانتانامو بدعوى انتمائه أيضا لعناصر طالبان التي تنتمي لتنظيم "القاعدة". وكانت السلطات العسكرية الأمريكية قد أكدت بأن المفرج عنهما ليسا ضالعين في أي عمل إرهابي، كما أن تدهور أوضاعهما الصحية دفع بالسلطات الأمريكية للإسراع في الإفراج عنهما، وقد أبدى المعتقلان رغبة في الالتحاق بوطنهم.