يبدو أن اللعبة السياسية التي تديرها ايران قد أوشكت على النهاية .. فمنذ سنوات عدة والمفاوضات بين مد وجزر بين مفاوضين ايرانيين أثبتوا تمتعهم بمهنية عالية وإخلاص فائق ومفاوض غربي مزود بالخديعة وأساليب الاثارة والاغراء والتهديد وكل أدوات المفاوض الاستعماري. * وكلما كادت الامور تصل الى حافة الهاوية أطلقت ايران بالونا ينفس الاجواء لتعيد العملية من جديد الى مربع الصفر.. بين التهديد الامريكي الاسرائيلي بالعدوان على ايران وبين التنفيذ فقط مسافة وقت ومسافة معلومات، ولعل ما انكشف عن قواعد اسرائيلية في جورجيا وقواعد إسرائيلية في الهند يكشف الى أي مدى بلغ الامر جدية لدى حكومة إسرائيل. * يصر النظام العربي على اعتبار ايران عدوا أو خطرا على الامن القومي العربي وعلى ذلك لا يتوقف عن التذمر من محاولات ايران لامتلاك التكنولوجيا النووية والقنبلة الذرية..النظام العربي لديه بعض الحق في بعض المسائل وهو محق في انتقاد ايران في بعض القضايا لكن حقه هذا لا يمنحه الاذن لاعتبار ايران عدو ذلك لأن اسرائيل لا تمثل خطرا على الامن القومي العربي فحسب بل على الوجود العربي، فهاهي اغتصبت قطرا عربيا غاليا وعزيزا -فلسطين- وتضرب في العراق ولبنان وأكثر من قطر؟؟ أليست إسرائيل التي تمتلك اكثر من ثلاثمئة رأس نووي هي الخطر على الوجود العربي والامن العربي؟ لكن المشكلة ان النظام العربي لا يرى هذه الفوارق الطبيعية ويساوي بين الحليف والعدو. * ايران تكون قد قطعت شوطا كبيرا لعلها في آخره ..ويبدو ان القنبلة النووية الايرانية دخلت في التشطيبات النهائية ولن تتخلى ابدا عن حقها في تملك سلاح ردع لقوى اقليمية وأخرى دولية .. ومن المعروف ان هذا السلاح ليس تهديدا للامارات ولا لقطر ولا الكويت لأن هذه الامارات مجتمعة لا تستطيع مواجهة فرقة عسكرية ايرانية مزودة بسلاح متوسط..ان هذا السلاح سيكون في مواجهة الدرع الصاروخية الامريكية التي أصبحت على مشارف ايران وفي مواجهة صواريخ اسرائيل..وايران تدرك انه بدون هذا الغطاء لن يسمح لها بالقيام بأي دور اقليمي. * ايران تمتلك عدة ملفات للاشتباك مع امريكا، الملف اللبناني وملف القضية الفلسطينية والملف العراقي..ورغم ان ملف حزب الله بسيط وملف حماس كذلك الا انها تحاول ان تضع بصمتها بقوة في الملفين..في حين تفتح حوارا بخصوص الملف العراقي، ذلك لأنها لا تأخذ الملفات جملة هي تتعامل مع كل ملف على انفراد..وان هذا السلوك يعطيها هامش حرية ولياقة وانفتاح للمناورة بشكل مريح.. بلاشك ان إدارة للصراع جيدة مع الغربيين يدركها الايرانيون تعتبر أهم دروس على النظام العربي الاستفادة منها.