حرب أعصاب بين الإدارات الغربية من جهة وإيران من جهة أخرى تستخدم فيها البوارج والاستعراضات العسكرية والمناورات القريبة والتهديدات التي تكاد تخنق الأنفاس، إلا أن إيران تدير الأزمة بإتقان بالغ وتلعب مناورة فائقة الذكاء ملحقة الأذى بالسياسة الأمريكية الرعناء على الأقل حتى هذه اللحظة. وأمام المنطق الإيراني الذي اكتسب ثقة المفتشين ومنظمة الطاقة الدولية لم يجد الأوربيون والأمريكان إلا الحديث عن الإغراءات.. وبالفعل لقد اتفقت الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على عرض حوافز جديدة على إيران لوقف العمل المستمر في المفاعل النووية الإيرانية الذي تخشى القوى الست من احتمال انه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية. وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مؤخرا إثر اجتماع في لندن ضم وزراء خارجية الدول الست (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا): انه يسرني أن أعلن أننا توافقنا على عرض سيتم تقديمه الى الحكومة الإيرانية. ولم يوضح الوزير البريطاني تفاصيل هذا العرض، مكتفيا بالإشارة الى انه صيغة محدثة للحوافز التي تم اقتراحها على النظام الايراني العام 2006 ليتخلى الإيرانيون عن برنامجهم النووي..ولقد قدم الأوربيون إلى إيران سابقا حوافز تمثلت في أنهم عرضهم تعليم الإيرانيين كيفية استخدام الكمبيوتر مما جعل الإيرانيين يسخرون من هذا العرض السخيف. لقد أبلغهم الإيرانيون انذاك بأنهم صنعوا أكثر الكمبيوتورات تطورا في العالم، وهو كمبيوتر عملاق ينجز ثمانمائة مليار عمليه في الثانية، وهذا ما لا تمتلكه معظم الدول الاروبية وهم الآن يعكفون على صنع كمبيوتر عملاق آخر ينجز أربعة ترليون عمليه في الثانية وهذا لا تمتلكه الا دولتان في العالم وهما الولاياتالمتحدةالامريكية واليابان، وهذا الكمبيوتر العملاق على وشك الانتهاء من تصنيعه وكل هذه التقنية تستخدم في المجالات العسكرية والمدنية في ايران.الإغراءات لم تنته فهناك اغراءات سياسية وأخرى مادية فلقد منحت امريكا ايران مالم تمنحه لأحد من حلفائها من خط الاعتدال العربي ..فلقد جلست الى طاولة مفاوضات مع ايران للحديث عن حجم دور ايران الاقليمي فيما كانت الزوارق الايرانية تطلق نيرانها على البوارج الامريكية.وهنا بالضبط تبدو كم هي سخيفة تحليلات بعض الاشخاص عندما يعتقد أن محاولات اسرائيل وأمريكا بفك التحالف بين ايران من جهة وسوريا وحماس من جهة أخرى من شأنها إضعاف الموقف الايراني..ان ايران لم تعد محتاجة لمن تتكئ عليه في المنطقة، بل لعل الآخرين في المنطقة أصبحوا بحاجة للتحالف مع ايران او لطلب ودها..وهنا يكبر السؤال لمصلحة من يتحالف البعض مع أمريكا ضد ايران!!؟؟