تنطلق اليوم بمدينة جنيف السويسرية جولة حاسمة في المفاوضات بين ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي قصد التوصل إلى تسوية لأزمة الملف النووي الإيراني. ويبقى الجديد في هذا اللقاء جلوس الرقم الثالث في كتابة الدولة الأمريكية وليام بيرنز إلى نفس طاولة الحوار لاول مرة منذ سنوات . ووصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مشاركة مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية في هذه المباحثات بأنها فرصة جيدة لواشنطن لمراجعة مواقفها إزاء إيران ويمكن أن تساهم في إحداث تقدم ايجابي في طريق تسوية الأزمة المستفحلة بين الغرب وطهران بسبب برنامج هذه الاخيرة النووي. وقال متقي عقب لقاء جمعه أمس بنظيره التركي علي بابا جان بالعاصمة أنقرة أن" وجود بيرنز ممثلا للولايات المتحدة في المباحثات النووية سوف يساعد المسؤولين في واشنطن على سماع وجهة النظر الإيرانية بشكل مباشر". وهو نفس الموقف الذي عبر عنه كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي الذي أكد أن ما يهم الإيرانيين من مشاركة الولاياتالمتحدة في هذه الجولة هو معرفة المقاربة التي جاءت بها وما اذا كانت بناءة ولا تحوي أخطاء الماضي فبكل تأكيد ستكون هناك مفاوضات بناءة" . ويشارك مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية في المباحثات التي تنطلق اليوم بين كبير المفاوضين الإيرانيين وممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كملاحظ إلى جانب ممثلين عن مجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وألمانيا. وقال مجلس الأمن القومي الإيراني في بيان له صدر أمس أن المباحثات بين جليلي وسولانا تتمحور حول وضع إطار عمل للمفاوضات القادمة وبحث العرض الغربي والرد الإيراني على المحفزات الاقتصادية الغربية. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية ترفض التفاوض مع إيران بخصوص ملف هذه الأخيرة النووي واعتمدت أسلوب الضغط على طهران عبر مجلس الأمن الدولي من خلال السعي في كل مرة إلى إصدار المزيد من العقوبات الدولية ضد إيران لإرغامها على التخلي على برنامجها النووي وتوقيف أنشطة تخصيب اليورانيوم. وتؤكد مشاركة الرقم الثالث في كتابة الدولة الأمريكية في هذه المفاوضات بنظر العديد من المتتبعين فشل سياسة العقوبات التي انتهجتها واشنطن طيلة الفترة الماضية في معالجة تداعيات الملف النووي الإيراني والضغوطات التي ما فتئت تمارسها داخل مجلس الأمن الدولي لتمرير المزيد من العقوبات. وحتى وان أكدت الولاياتالمتحدة أن مشاركة بيرنز لن تتعدى صفة الملاحظ وليس التفاوض غير أن جلوسه على طاولة واحدة مع رئيس المفاوضين الإيرانيين يعتبر تراجعا في المواقف الأمريكية إزاء هذا الملف الشائك والمعقد والذي استعصى حله على اكبر دولة في العالم. وهو ما يؤكد أن طهران تمكنت من تمرير وجهة نظرها بضرورة تسوية ملفها النووي عبر الحوار وبعيدا عن أساليب الضغط والتهديد. وكانت إيران رفضت في العديد من المرات استئناف المفاوضات بينها وبين الولاياتالمتحدة على خلفية الضغوطات الأمريكية بخصوص الملف النووي. والواضح أن إدارة الرئيس بوش التي سبق ان لوحت باستخدام القوة ضد المنشآت النووية الإيرانية تكون قد اقتنعت بوجهة النظر الفرنسية التي أكدت على ضرورة لعب الورقة السورية والتركية لتسهيل تسوية الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية. وليس ذلك فقط فواشنطن أعربت عن استعدادها لإجراء مباحثات مباشرة مع طهران حول إمكانية فتح مكتب لرعاية المصالح الأمريكية في إيران. ونفس الموقف عبرت عنه طهران الذي جدد وزير خارجيتها منوشهر متقي أمس إمكانية إجراء مباحثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة قصد التوصل إلى اتفاق بخصوص فتح مكتب لرعاية المصالح الأمريكية في ايران وحتى دراسة إمكانية إقامة خط طيران مباشر بين البلدين.