اختار كمال بوشامة العيار الثقيل ليقصف به قيادة جبهة التحرير الوطني، وقد ضمن ذلك في كتابه »جبهة التحرير بين إعادة الهيكلة والمتحف«، الذي قدمه في المنتدى الأول لدار المعرفة، معتبرا هذا الكتاب بمثابة مشروع سياسي لقيادة بديلة عن القيادة الحالية لجبهة التحرير الوطني، مؤكد أن كتابه عبارة عن سيف في يده يلوح به في وجه القيادة، والمناضلين كما قال. كشف كمال بوشامة أن الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، قد أكد له أن معظم أعضاء قيادة الجبهة الحاليين ليسوا مناضلين في الجبهة. واستغرب بوشامة سكوت وزارة الداخلية عن عدم شرعية القيادة الحالية للجبهة، متهما ضمنا الداخلية بالتواطؤ مع من سرقوا الجبهة من أهلها. وخلال تقديمه لكتابه بمنتدى دار المعرفة، اعتبر هذا الكتاب مشروعا سياسيا بديلا عن القيادة الحالية للجبهة. واتهم الوزير السابق في نفس الوقت الجبهة بأنها لم تطبق مبادئ نوفمبر منذ الاستقلال.وقد أكد بوشامة أنه يعتبر كتابه عبارة عن سيف يلوح به، ضد القيادة الحالية للجبهة من جهة، ومن جهة أخرى باتجاه المناضلين الأوفياء حسبه الذين طردوا من الجبهة، من أجل استدرك ما تبقى من الوقت، وإعادة الحزب إلى مساره الحقيقي كما قال. وقد ضمّن بوشامة كتابه تقييما لكل الأمناء العامين السابقين للجبهة، متعرضا بالنقد والمدح لحصيلة كل واحد منهم، إلا انه انتقد بشدة تصريحات الأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم، القائلة بأن الجبهة نجحت وهي في السلطة، كما وجه رسائل مشفرة إلى رئيس الجمهورية باعتباره رئيس الجبهة مفادها، أن نجاح المشروع السياسي لرئيس الجمهورية لن يتحقق ما دامت الجبهة المحرك مريضة، وهو ما يستدعى التدخل العاجل والسريع للعلاج، مضيفا أن القيادة الحالية لجبهة التحرير تعيش في ظلال مبين. ودعا كمال بوشامة من سمّاهم بالمخلصين والأوفياء لمبادئ جبهة التحرير الوطني إلى الشروع في إعادة النظر في تركيبة الحزب هيكلته. وحسبه، فإن من لا أصل ولا فصل له يسيطر اليوم على قيادة الحزب، معتبرا أن هؤلاء يقومون بتجريد الجبهة من كل مقوماتها، ويسلخونها من هويتها ويسوقونها للهاوية، من خلال استغلالهم لها كوسيلة لتحقيق المصالح الشخصية، والاستيلاء على السلطة لتتحول الجبهة حسبه إلى مجرد أداة لخدمة أغراض شخصية ومجموعات مغلقة.كتاب »جبهة التحرير بين إعادة الهيكلة والمتحف«، أقرب إلى تقرير ميداني مشحون بالتهم الخطيرة، التي من شأنها أن تثير ردود فعل أكثر خطورة، من طرف أعضاء القيادة الحالية للجبهة، ويقحم الجدل السياسي في شكله الحزبي إلى الساحة الثقافية، التي يفترض أن تستوعب قضايا وهموم النخب السياسية، لتخرج من برجها العاجي وصالوناتها المغلقة.ولكن بوشامة اختار اللغة الفرنسية لكتابة ما سماه مشروعا سياسيا بديلا، دون أن يقدم مبررات مقنعة في تعاليه عن اللغة العربية، التي تعتبر من ثوابت جبهة التحرير، ومن أهم مشاريع نضالاتها.منتدى دار المعرفة في طبعته الأولى اختار إطلاق قنبلة سياسية، كون الكتاب تقريرا سياسيا ملتهبا، يفضح قيادة الأفلان ويضعها في موقع الحرج أمام مناضليها، خاصة وأنه يأتي في وقت تعيش فيه الساحة السياسية والثقافية الجزائرية على صفيح ساخن، تحيطه المخاطر من كل جانب، وهو أقرب إلى مشهد بركاني، منه إلى واقع متفاعل.