احتضن ركح مالك حداد بقسنطينة حفلا فنيا على هامش معرض "من الأصوات إلى النوبة" كرّم فيه شيوخ المالوف وأمتعت خلاله الأوركسترا الإسبانية بقيادة ادواردو بانياقا الحضور بمشاركة الجوق القسنطيني الذي قاده جمال بن سمار. الحفل يندرج ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية كان استثنائيا حينما عرف المزج بين الموسيقى الإسبانية العتيقة والأندلسية العربية، فأدت الأوركسترا الإسبانية روائع هذا الفن في الحب والوطن والأنثى على ركح مالك حداد وعزفت للجمهور مقاطع أندلسية، وقدمت وصلات موسيقية نابعة من التراث الغنائي للأندلس خلال القرون الوسطى وغنتها باللغة العربية على غرار موشح "ليل حبيب"، "يا سيّد السادة"، معتمدة على آلات متنوعة منها الدربوكة وآلة القانون والعود الذي أبدع عليه السوداني الأصل العازف وافر شيخ الدين، كما أدت قطع أخرى استهلت بها لقاءها مع الجمهور منها:"الحبيب" و"بعدك عنّي"، وغيرها، لتنتقل الفرقة في جو حماسي إلى نقل عوالم قرطبة وحضارة الأندلس ببصمة اسبانية خالصة وقعها أبناء العاصمة مدريد بإحساس كبير وراقي، حيث أدوا نصوصا محلية إسبانية بلحن عربي، لاسيما وأنها تغترف من السجل الغنائي الاسباني القديم كما تعمل على الغوص والبحث في جذور الموسيقى العربية الأندلسية. الخماسي الإسباني يكون الفرقة التي تأسست بمدريدمسقط رأس بانياقا الذي تألق بتفوقه عن المجموعة العائلية منذ 1966، وهو الذي أنشأ لاحقا الفرقة الموسيقية العربية الأندلسية "كلاميس وهوكتيس"، وخلال ساعة ونصف من الزمن امتزجت فيها الألحان العربية والمغاربية بالموسيقى الإسبانية وتذوّق الجمهور طعم المالوف القسنطيني بنكهة اسبانية حينما اعتلت فرقة جمال بن سمار الخشبة وأدت جنبا إلى جنب مع أوركسترا بانياقا في أولّ تجربة.
اليوم الثاني خصص لتكريم شيوخ المالوف القسنطيني عبد الكريم بن لموفق، عمار شنوفي، طاهر بن كرطوسة وعلاوة بن طبال اعترافا لما قدموه لهذا اللون الفني الأصيل الذي ما يزال يشع في مدينة الصخر العتيق.