اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الإثنسن، ولليوم الثاني على التوالي، المسجد الأقصى من جهة المسجد القبلي واعتدت على عددٍ من المصلين وأصابت فلسطينيا بجراح. وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، إن العشرات من أفراد الشرطة الإسرائيلية، اقتحموا المسجد الأقصى في القدسالمحتلة صباح أمس الاثنين. وأضاف الشيخ الكسواني "اقتحم نحو 150 شرطيا إسرائيليا المسجد الأقصى، مستخدمين قنابل الصوت والرصاص المطاطي". وأوضح أن أفراد الشرطة، اعتقلوا 7 من المصلين، تواجدوا عند بوابات المسجد القبلي المسقوف (جنوب المسجد)، وإصابة 5 آخرين من المصلين بينهم مسنّ وصفت إصابته بالخطيرة في عينه. وتابع الكسواني، وفقاً لوكالة "سما": "قام أفراد الشرطة الإسرائيلية بإغلاق بوابات المسجد القبلي، بالجنازير، ليحاصروا المصلين المتواجدين داخل المسجد". ولفت إلى أن عناصر من الشرطة الإسرائيلية انتشروا على سطح المسجد القبلي وفي ساحات المسجد، وقال: "لقد منعت الشرطة الإسرائيلية المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى بشكل كامل". وأدان الشيخ الكسواني الإقتحامات الإسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى يومي الأحد والاثنين، وقال "هذه تدلّ على نيّة مبيّتة ضد المسجد الأقصى ومحاولة فرض واقع جديد في المسجد بالقوة". وكانت قواتٌ كبيرة من الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى الأحد، واشتبكت مع المصلين فيه ما أدى إلى إصابة عدد كبير من المصلين. وتتزامن هذه الاقتحامات مع حلول عيد رأس السنة العبرية، حيث دعت جماعات يهودية إلى اقتحام المسجد. وفي ساعة لاحقة دعا نتنياهو إلى عقد اجتماع طارئ لبحث رشق الحجارة والزجاجات الحارقة في القدس، بمشاركة وزير الجيش والأمن الداخلي والقضاء والمواصلات والمستشار القانوني والادعاء العام. وقالت مصادر صحفية إسرائيلية إن حكومة نتنياهو قررت تنفيذ قرار تقسيم المسجد الأقصى زمانيا على مرحلتين، المرحلة الأولى هي ملاحقة التواجد الفلسطيني داخل المسجد الأقصى من خلال اعتقال واستهداف العلماء والخطباء وطلاب مصاطب العلم والمرابطات واعتبارهم ملاحَقين من الأمن الإسرائيلي، والمرحلة الثانية تحديد مواعيد يومية إلزامية تسمح لليهود بدخول المسجد الأقصى ومنع الفلسطينيين من دخول المسجد المبارك في تلك الساعات تماما كما حدث مع المسجد الإبراهيمي في الخليل. إلى ذلك، أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن المسجد الأقصى مهدد وإسرائيل تعمل على تقسميه زمانياً ومكانياً، فيما لازالت الخلافات الداخلية والانقسام يضعف الموقف الفلسطيني. ودعا الخضري في تصريح صحفي صدر عنه الاثنين إلى ضرورة الإسراع في التوحّد في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية وحماية المسجد الأقصى والقدس في ظل ما تتعرض له من أصعب وأسوأ مراحل التهويد والتقسيم. وقال "اقتحامات الأقصى اليومية والمتصاعدة في عدد المقتحمين واستمرار الاقتحامات لفترات زمنية أطول، يتقاسم الأدوار فيها كلّ من الجيش والشرطة الإسرائيلية من جهة، والمستوطنين من جهة أخرى، حيث يعتدي الجيش على المصلين لإخلائه وإفساح المجال أمام المستوطنين لاقتحامه بحرية". وأشار إلى أن القدس تتعرض لعملية تهويد موسعة ومدروسة، تشمل الاقتحامات والاعتداءات إلى جانب البناء الاستيطاني الذي سجل رقماً قياسياً في القدس والضفة الغربية خلال العام الحالي بزيادة 54٪. ودعا الخضري إلى موقف عربي وإسلامي ودولي أكثر قوة لحماية المسجد الأقصى، وتشكيل قوة ضاغطة عربية وإسلامية ودولية لإنهاء الإجراءات غير القانونية في القدس والأقصى وإنقاذهما. وأشاد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار بصمود المقدسيين في مواجهة سياسات الاحتلال والتي تتمثل باعتقالهم وهدم منازلهم وطردهم منها وسلب أراضيهم ومنعهم من أبسط حقوقهم.