المسجد تعرّض لهجوم إرهابي غير مسبوق * مشاهد مخزية وسط صمت العرب شهد يوم أمس الأحد تصعيدا خطيرا من طرف الصهاينة الذين اقتحموا الأقصى دون خوف وقاموا بصدّ المرابطين وإحداث خراب غير مسبوق في الحرم وسط صمت الجميع. أصيب عشرات المصلّين الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلّف بالمطّاط وكذلك بحالات اختناق أمس الأحد خلال اقتحام قوّات الاحتلال باحات المسجد الأقصى بمشاركة وزير الزراعة أوري أرئيل. قال مرابطون في المسجد إن (قوّاتا كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال اقتحمت باحات الأقصى وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع إضافة إلى الرصاص المعدني المغلّف بالمطّاط في الوقت الذي اعتدت فيه على المصلّين بالضرب والإبعاد عن قبّة الصخرة المشرفة). * سكوت نحن نخرّب الأقصى أشار المرابطون إلى أن (قوّات الاحتلال اقتحمت المسجد القبلي وحطّمت نظام الإطفاء هناك كما اعتدت على الحرّاس في وقت سمحت فيه لنحو 30 متطرّفا باقتحام الأقصى تحت حراسة أمنية مشدّدة. وأصيب 40 فلسطينيا خمسة منهم بالرصاص المطّاطي وآخرون بالاختناق الشديد خلال المواجهات كما أصيب جندي في رأسه جرّاء تعرّضه لزجاجة فارغة ألقيت عليه خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في باحات المسجد الأقصى في الوقت الذي أصيب فيه ثلاثة آخرين خلال الصدامات التي جرت عند بوّابات القدس. وأقدمت شرطة الاحتلال على خلع البوّابة الرئيسية للمسجد كما اعتدت بالضرب على نساء فلسطينيات في ساحات المسجد الأقصى ما أدّى إلى إصابتهنّ برضوض. ونقلت وكالة (الأناضول) عن شهود قولهم إن (الاقتحام ظل متواصلا وقد قامت الشرطة الإسرائيلية بإطلاق النّار على المرابطين داخل المسجد الأقصى). وأضاف الشهود: (توجد حاليا إصابات بسبب اعتداءات الشرطة ويمنع علينا حتى الساعة إخراجهم للعلاج). وطالب المحاصرون في المسجد بإدخال فريق الهلال الأحمر لنقل بعض المصابين. وقال بكر عبيد من طاقم الإسعاف في عيادة الأقصى إن (قوّات الاحتلال منعته من الدخول إلى الأقصى في وقت كانت تعتدي فيه على المرابطين والمرابطات). وأُصيب مدير المسجد عمر الكسواني وخمسة من حرّاسه جرّاء اعتداء الشرطة عليهم بالضرب. ونقلت وكالة (الأناضول) عن الكسواني قوله: (اعتدت قوّة من الشرطة علي شخصيا وعلى الحرّاس بالضرب بالهراوات خلال محاولتنا منع الجنود من اقتحام المسجد الأقصى) وأضاف: (أصبت برضوض جرّاء الضرب من قِبل الشرطة وأصيب عدد من الحرّاس بجراح) ولفت إلى أن (وزير الزراعة أوري أرئيل شارك في اقتحام المسجد برفقة قرابة 120 مستوطن). وكان الكسواني قد ندّد بعملية الاقتحام العنيفة والاعتداء على الحرّاس والمصلّين وطالب قوّات الاحتلال بالانسحاب الفوري. كما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على فراس الدبس مسؤول العلاقات العامّة والإعلام في الأوقاف الإسلامية. وسبق لعشرات آلاف الصهاينة أن تدفّقوا منذ مساء أوّل أمس إلى البلدة القديمة في القدس المحتلّة بحجّة إقامة الصلوات والشعائر التلمودية في ساحة البراق تزامنا مع ذكرى خراب الهيكل الثاني في 70 ميلادية. وأكّدت تقارير أن (آلاف الصهاينة تدفّقوا إلى البلدة القديمة وقاموا بجولات في القدس المحتلّة تحت حراسة الشرطة وحرس الحدود). وحسب هذه التقارير فإن (الاحتلال استدعى قوّات معزّزة ونشرها في القدس المحتلّة خاصّة على أبواب البلدة القديمة وفي شارع السلطان سليمان). * الزحف الصهيوني نحو الأقصى من جهتها قالت مصادر فلسطينية إن (الاحتلال بدأ منذ مساء أوّل أمس فرض قيود على المصلّين في المسجد الأقصى ومضايقتهم واحتجاز هويات أعداد كبيرة منهم) وأضافت أن (غلاة اليهود يستعدّون هذا الأسبوع لسلسلة منظّمة من الاقتحامات للمسجد الأقصى بحجة البكاء على خراب الهيكل). وأصدرت جمعيات يهودية مختلفة دعوات لليهود للوصول إلى الحرم القدسي الشريف والدخول إلى باحات المسجد الأقصى وعدم الاكتفاء بإقامة الشعائر اليهودية في باحة حائط البراق التي ينتظر أن يؤمّها اليوم آلاف الإسرائيليين. إلى ذلك أكّدت صحف اندلاع مواجهات بين المستوطنين في الخليل بين المصلّين الفلسطينيين في الحرم الإبراهيمي بعد أن ادّعى المستوطنون أن المؤذّن حاول (تعطيل) الصلوات اليهودية بمناسبة خراب الهيكل عبر التكبير من خلال مكبّر الصوت للحرم الإبراهيمي. وكانت قناة التلفزة العاشرة قد كشفت مساء الجمعة الماضي النقاب عن أن الوزير أرئيل الذي يعتبر الرجل الثاني في حزب (البيت اليهودي) الذي يرأسه وزير التعليم نفتالي بينت هو الذي خطّط لعملية اقتحام المسجد الأقصى. وأشارت القناة إلى أن أرئيل المعروف بعلاقاتها الوثيقة بأكثر المرجعيات الدينية والحاخامات تطرّفا في إسرائيل دشّن موقعا خاصّا على الأنترنت لنشر أفكاره بشأن (أحقّية اليهود بالسيطرة على المسجد الأقصى). من ناحية ثانية دعت قيادات حكومية إلى تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي بشكل جذري لصالح اليهود. وعلى حسابها على (الفايس بوك) دعت وزيرة الثقافة ميري ريغف صباح أمس الأحد وزير الأمن الداخلي يغآل أردان إلى إصدار تعليماته التي تضمن وصول اليهود إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه في كلّ لحظة وعلى مدار السنة. ويذكر أنه سبق لريغف وأن قدّمت مشروع قانون يدعو إلى تقسيم الحرم القدسي الشريف زمانيا بين المسلمين واليهود تماما كما هو عليه الحال في المسجد الإبراهيمي في الخليل. وقد نقلت وسائل الإعلام عن ريغف الليكودية قولها مطلع 2014 عن رفع الأذان في الحرم القدسي: (لا يمكن الصبر على الصراخ الصادر عن كلاب الإسلام). * التميمي: (إغلاق الأقصى جريمة حرب ضد المسلمين) أدان الشيخ الدكتور تيسير التميمي رئيس حزب (الحرّية والاستقلال) اقتحام القوّات الخاصّة الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك وإغلاق أبوابه في وجه المصلّين ويعتبره جريمة حرب ضد الأمّة الإسلامية ومقدساتها. وقال التميمي (إن المسجد الأقصى هو مسجد إسلامي خالص لا يحقّ لليهود دخوله ولا الصلاة فيه ولا تدنيسه بأيّ صورة من الصور فهو جزء من عقيدة المسلمين كافّة في مشارق الأرض ومغاربها وهو رمز كرامة الأمّة وجوهر القضية الفلسطينية العادلة) وأضاف أن كلّ هذه الخطوات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني ورموزها السياسية والدينية والمستوطنون والجماعات اليهودية هو عدوان ديني غاشم لا ينشئ لهم أيّ حقّ في هذا المسجد الذي قرر الله سبحانه وتعالى إسلاميته من فوق سبع سماوات. وطالب التميمي المجتمع الدولي ومنظّماته الخروج عن صمته وتجاهله لما يجري في فلسطين المحتلّة ومقدّساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك وتحمّل مسؤولياته كاملة اتجاه الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان ضد الشعب الفلسطيني وحرمات مقدساته. وفي السياق ذاته دعا المتحدّث الأمّتين العربية والإسلامية إلى القيام بدورها في حماية قبلتها الأولى ومسرى الرسول (محمد) صلّى اللّه عليه وسلّم من التهويد ومناشدا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل الزحف إلى المسجد الأقصى المبارك والمرابطة فيه لإفشال كلّ المخططات والأخطار المحدقة به والتي تستهدف تحويله إلى كنيس يهودي. وكانت قوّات الاحتلال الصهيوني اقتحمت باحات المسجد الأقصى في محاولة لتدنيسه مع اقتراب ذكرى الهيكل المزعوم.