شق المنشد القبائلي الشاب أسامة بونار طريقه فى الأنشودة القبائلية بخطى ثابتة، بكلام متزن ومهذب وبصوت عذب، وهو الذي لفت انتباه الكثير من الجزائريين اينما حال وارتحل، وهذا كلما أوكلت إليه في المناسبات الدينية مهمة المديح فكان صوته صداحا يهز النفوس والمشاعر وهو يغازل الكلمات المعبرة بأناشيد وقصائد دينية التى تثلج الصدور، رغم انه لم يصل بعد إلى العقد الثالث من عمره، وصرح الشاب أسامة فى لقاء مع الشروق بأن الأنشودة القبائلية تجاوزت حاجز اللغة وأصبحت أكثر طلبا في المهرجانات حتى خارج الوطن. ولد المنشد بونار أسامة بتاريخ 15 جويلية 1994 بذراع بن خدة في ولاية تيزي وزو، وهو اليوم طالب جامعي سنة ثالثة محروقات بجامعة بومرداس، بدأ أسامة مشواره التعليمي منذ نعومة أظافره بالمدرسة القرآنية بمسجد التقوى قبل أن ينضم إلى الفرقة الناشطة أنذاك بتيزي وزو فرقة ثافاث (النور)، حيث بدأ الصلاة و عمره 6 سنوات وصام شهر رمضان كاملا عندما بلغ العشر وتمكن من حفظ 26 حزبا وعمره 11 سنة، ختم القرآن قبل دخوله الى الجامعة، هذا الأخير بالإضافة إلى تفوقه فى الدراسة، سبق له وأن شارك في مسابقة "فرسان القرآن الكريم" سنة 2008 وتحصل على المرتبة الثالثة على المستوى الولائي، كما سبق له وأن أمّ المصلين بمسجد "بكار" بعاصمة الولاية وعمره 15 سنة، وفى سنة 2008 أسس فرقة إنشادية في المدرسة القرآنية لمسجد التقوى تسمى حاليا "فرقة الندى الفنية"، ويترأسها إلى حد الساعة، حيث صال وجال سواء رفقة الفرقة أو كمنشد مفرد أغلب ولايات الوطن، وفي مختلف المهرجانات أبرزها المشاركة في المسابقة الوطنية للحنجرة الذهبية بباتنة ماي 2014، المشاركة في افتتاح واختتام المهرجان الثقافي المحلي للإنشاد بمستغانم سنتي 2014 و2015، كما شارك في احتفاليات ستينية الثورة بمستغانم بأنشودة قبائلية "دزاير ان شاء الله أتحلوض" للمرحوم دا شريف خدام سنة 2014، ومن جهة أخرى شارك في أوبيرات عن القضية الفلسطينية في احتفاليات المسرح المحترف بالجزائر العاصمة 2014، وشارك في الأسبوع الثقافي لولاية بومرداس بولايتي سيدي بلعباس وعين الدفلى رفقة فرقة الراية وذلك سنة 2013، كما رافق المنشد أسامة عدة منشدين محترفين أبرزهم بلعالية بن ذهيبة في كل من البليدة، باتنة، سطيف، الجزائر، ورافق المنشد فادي طلبي في ولايات الجزائر، سكيكدة، الطارف، رفقة الديوان الوطني للإعلام والثقافة 2014، ونشط أبرز الحفلات رفقة الفرقة فى القافلة العلمية لمديرية الشؤون الدينية لتيزي وزو، شارك في مهرجان المديح الديني باللغة الأمازيغية 2012 و2013، وفي المهرجان المحلي الثقافي للإنشاد ببوسعادة 2013 و2014، كما تحصل على الجائزة الثالثة في مسابقة الحنجرة الذهبية بباتنة بتأديته لأنشودة وطنية مميزة بطابع قبائلي تحمل عنوان "جزائر نشا الله تحلوض أتسوغال أم زيك نّي"، وقد نقلت كلماتها معان سامية حول رغبة الشباب في عودة الجزائر قوية كما يتمناها أبناؤها وغيرها من المهرجانات، كما تمكن سنة 2014 من إحراز المرتبة الثالثة في المسابقة الوطنية للأنشودة الوطنية ببومرداس 2014، وتبقى طموحات أسامة كثيرة أبرزها إصدار ألبوم إنشادي باللغة بالأمازيغية وتطوير الأنشودة عموما والأنشودة الأمازيغية على وجه الخصوص، وقد اغتنم المنشد أسامة بونار فرصة لقائه بالشروق اليومي ليوجه رسالة للمنشدين الشباب قائلا لهم "انه يجب على المخلص أن يتفنن، وعلى الفنان أن يخلص"، وهنا يريد أسامة ان يقول للمنشد أن يخلص نيته لله في كل أعماله وأن يتفنن فيها ويبدع ويعطي طابعا جديدا، بهذا يكتب النجاح لرسالته وأعماله وللإنشاد عموما الذي نعمل على انجاحه.