لم يخيب المايسترو فولدومير شايكو حينما قاد الأوركسترا السيمفونية للإذاعة الوطنية الأوكرانية على خشبة المسرح الوطني بنجاح مضفيا بذلك على السهرة الرابعة لمهرجان الموسيقى السيمفونية روحا شرقية تعود عليها الجمهور الجزائري لثالث مرة. على نوتات "مزمار جبريل" و"تكريم للعازف" فسرّت الأحلام وشرحت الآمال من مؤلف "كتاب الأحلام" وتعاطفت المقطوعات مع "الرجل البورجوازي اللطيف"، عانقت أوركسترا أوكرانيا روح الشرق أذن الجزائريين الذين غضت بهم القاعة، بنفحات من روائع الموسيقى العالمية سواء الفرنسية أو الإيطالية أوالبلوندية، إضافة إلى الرقصات الجميلة المتنوعة اللتين أمتعتا عشاق النوتة الراقية على غرار"الرقصة الإسبانية" ورقصة "الترنتيلة الإيطالية"، فالرحلة كانت فانتازية بجنبات الريف الأوربي في زمن القرنين الثامن والتاسع عشر مستعينا في زيارة كل دولة برائعة موسيقية مخلدّة في التراث الكلاسيكي منها "سيريناد" لتواردوسكي، ومقطوعة ل"غابريال أوب" بعنوان " من المهمة"، الى معانقة روائع شيشريباكوف بعنوان "البورجوازي اللطيف"، وصولا إلى "سكوريك" الذي كرم بمقطوعة تحت عنوان "سبانيش دانس" أو "الرقصة الإسبانية" على أنغام المزمار للمؤلف وعازف البيانو الفرنسي الثاني كاميل سانت ساينس، الذي عزفت له الفرقة في السهرة، معروف بانتمائه لمرحلة "بعد الرومنسية"، وغيرها من الوصلات الكلاسيكية العالمية التي عكست مدى عراقة هذا اللون الفني في القارة العجوز، بحيث استمر السفر الذي بدأ من ضفتي نهر السين على وقع "كونسيرتو البيانو" للموسيقار الفرنسي جون سيباستيان باخ وعزف منفرد لعازفة البيانو، غالني كوليكوفسكي، إلى الحضارة الرومانية عبر "رقصة الترنتيلة الإيطالية" التي قدم فيها كل من عازف الناي أولكسي كودينكو، وعلى الكلارينات، أندريل ميتروخوف عزفا منفردا تفاعل مع الحضور بصورة رائعة وصفق أيضا لعازفة كسيليفون "آلة النقر" أولينا شابيلسكا، التي صنعت عزفا منفردا من خلال "طيران بوردن" للروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف.