شابات بالبكيني يسترن أنفسهن ويقاطعن البحر في رمضان شهدت شواطئ الجزائر العاصمة يوم أمس، والذي يعد آخر يوم من شهر شعبان قبل حلول شهر رمضان الكريم، إقبالا منقطع النظير، حيث عرفت بعض شواطئ غرب العاصمة هجوما للمصطافين عليها، من العائلات، الأصدقاء والأزواج، في آخر فرصة لهم للاستمتاع بلحظات من موسم اصطياف الذي أسدل الستار عنه نهائيا نهار أمس، إلى غاية السنة المقبلة. وفي استطلاع قامت به ''النهار'' ساعات فقط قبل حلول الشهر الفضيل ''رمضان'' في عدة شواطئ بغرب العاصمة عن مدى إقبال الأشخاص والعائلات الجزائرية على البحر في اليوم الأخير قبل رمضان، وما إذا كانوا سيستمرون في الإقبال على شواطئ البحر خلال أيام الصيام قبل الإفطار أو بعده، أم سيقاطعونه نهائيا إلى غاية موسم الصيف القادم، وكان لنا حديثا مع مجموعة من العائلات، الشباب والشابات عن موضوع السباحة في يوم رمضان وهل يجوز فيه السباحة أم لا، غير أن إجاباتهم كانت في معظمها عبارة عن فتاوى تحرم فيها المجيء إلى شاطئ البحر وتحريم أيضا السباحة خوفا من مشاهدة مناظر العري، أو الإفطار بشرب ماء البحر. جزائريون يحجون إلى البحر بالآلاف في آخر يوم قبل رمضان في طريقنا إلى شاطئ ''بالمبيتش'' ببلدية اسطاوالي، اصطدمنا بشريط وطابور طويل من السيارات كانت وجهتها الشاطئ، من عائلات وأصدقاء ارتأوا إلا أن يودعوا الصيف هذا اليوم قبل رمضان، وعلى حافة الطريق شبان ينتظرون قدوم حافلات لنقل المسافرين في مدخل شاطئ النخيل على بعد بعض الكيلومترات، غير أن الحافلات كانت ممتلئة عن آخرها ومن المستحيل العثور على مكان شاغر أو حتى مكان للوقوف نظرا للأعداد الهائلة التي كان هدفها الوحيد الاستمتاع بمياه البحر كفرصة أخيرة قبل دخول شهر العبادة، الصيام والصلاة، حيث بعد أن وطأت أقدامنا الرمال الساخنة التقينا بشابين كانا متوجهين لشراء الغذاء، وردا على سؤالنا حول إقبالهم على البحر يوم الصيام أكد لنا ''نبيل'' طالب في السنة الأولى بالمعهد الوطني للتخطيط والإحصاء، أن من يأتي إلى البحر فقد تعمد الإفطار، حسب ما قاله لأنه من المستحيل على السباح أن لا يشرب ولو قطرة من الماء المالح، وهذا يفطر الصائم وهذا ما حرمه الله سبحانه وتعالى، في حين قال صديقه ''علي'' صاحب 25 سنة وهو عامل في إحدى مقاهي الانترنت ببلدية سيدي أمحمد، أن هذا هو اليوم الأخير له في شاطئ البحر وسيودعه نهائيا إلى غاية الصيف القادم ونفى أن يكون له الوقت للمجيء إلى البحر في إحدى السهرات الرمضانية لأن رمضان للصلاة، العبادة وقيام الليل، ولابد له أن يستعد لليوم الموالي الشاق كونه يعمل ولا يمكن له أن يسهر إلى ساعة متأخرة من الفجر. عائلات تودع موسم الصيف إلى السنة القادمة وتستقبل رمضان في الدار ودائما خلال هذه الجولة التي قامت بها ''النهار''، التقينا ب''عمي مصطفى'' الذي كان يتهيأ لأخذ مكان على شاطئ البحر بعدما استأجر شمسية وكان رفقة زوجته وبناته الثلاث، حيث كانت الفرحة مرسومة على وجه بناته بقدومهن إلى البحر، وأوضح لنا عمي مصطفى أن هذا هو آخر يوم يصطحب فيه عائلته للبحر، حيث لا يمكنه ذلك في رمضان نظرا لضيق الوقت وقروب الدخول المدرسي للأطفال، لذا أكد لنا أنهم سيودعون الصيف إلى السنة القادمة، وأضافت زوجته أنها هي من طلبت من زوجها اصطحابهم للبحر لأنها مع بداية الشهر الفضيل فلا مكان لها سوى المطبخ وتحضير الفطور، وأسرت لنا أنه من المستحيل أن يكون لزوجها وقت فراغ علما أن عطلته شارفت على الانتهاء، وفي ذات السياق صرحت عجوز في الستين من عمرها رفضت ذكر اسمها، جاءت رفقة بناتها وحفيداتها إلى شاطئ النخيل أنها تستغل هذه الساعات قبل دخولها إلى المنزل لاستقبال رمضان، وقالت أن هذا اليوم عبارة عن نهاية لصيف سنة 2009 بعد حلول رمضان، وأضافت أن عائلته ستبقى في المنزل طوال رمضان. الجزائريون يفتون بتحريم السباحة في شهر رمضان دون وجود فتوى ''من يأتي للبحر في رمضان متعمدا فله صيام 60 يوما، كونه فاطر''، هذا ما قاله لنا ''نسيم''، مهندس التقينا به في شاطئ ''أزور بلاج'' واسترسل في الحديث معنا بقوله أن السباحة لا تجوز في رمضان لأن هذا يعرض الشخص إلى شرب الماء، إضافة إلى هذا فالتوجه إلى البحر حرام في الأصل، ولدى سؤالنا عن مصدر هذه الفتوى أجاب أن هذا هو ما يتداوله الناس في الشارع وسمعه من عند أصدقائه، من جهته حرم أيضا آدم في السنة الثالثة ثانوي، السباحة في يوم رمضان لأن ذلك من المفطرات خاصة إذا تعلق الأمر بمشاهدة الفتيات اللاتي يأتين بلباس غير محتشم وفاضح يكشف كامل جسمهن، غير أن الشابات التي التقت ''النهار'' بهن فقد أكدن أنهن سيقاطعن البحر طوال شهر رمضان كونهن لا يستطعن المجيء إليه بلباس فاضح . سهرات رمضانية للرقص على شاطئ البحر وأخرى للعبادة وقيام الليل وعن إمكانية المجيء إلى البحر ساعات بعد الإفطار في رمضان والذي أجمعت معظم العائلات على إمكانية ذلك، قالت ''فاطمة'' وهي أم لشابتين كانتا معها على الشاطئ، أنه من الممكن المجيء ليلا بعد يوم شاق من العمل والصيام، وردت أن هناك من المطاعم من تنظم حفلات موسيقية رائعة تستمتع بها العائلات، كما نظمته خلال الصيف الحالي، وأكدت لنا أن هذه المطاعم سطرت برنامجا خاصا بالسهرات الرمضانية والتي سيتم فيها استضافة مغنين للراي، وقالت فاطمة دائما أنها ستستمتع رفقة بناتها في الغناء والرقص على أنغام الراي، وهو نفس الشيء الذي قاله ''عمر'' موظف بشركة وطنية، فيما يخص السهرات الرمضانية على شاطئ البحر والتي قال عنها أنها أحسن وبكثير عن الصباح في يوم حار. من جهة أخرى، استنكر بعض الشباب هذا الرأي حيث قالوا أن شهر رمضان فرصة لهم لمحو الذنوب والاستغفار والرجوع إلى الله وتخصيص وقت كبير للصلاة وقراءة القرآن ولم لا حفظه وختمه في مدة شهر، كما قال لنا ''رفيق'' البالغ من العمر 29 سنة بدون عمل، أنه لايستطيع ترك صلاة التراويح ويأتي للاستمتاع بالبحر.