أطلقت عدة عائلات بقرية طارات الحدودية التابعة لبلدية ايليزي، نداءات استغاثة للسلطات من أجل إنقاذها من فيضانات مياه الوديان والمجاري التي تحاصرها، وذلك بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مدار الأيام الماضية. وحسب مصادر، فإن هناك عائلة معروفة بأكملها بواد بمنطقة طارات، محاصرة منذ الأحد الماضي، دون تدخل السلطات المعنية لإنقاذها، بالإضافة إلى عدة عائلات محاصرة بأعالي الجبال، بعد ما أحاطت مياه الفيضانات بها، مما جعل هذه العائلات عالقة منذ أكثر من ثلاثة أيام، حيث أكد مواطنون من القرية بأنهم لا يعرفون شيئا عن مصيرهم بعد، كما أن عائلات أخرى أيضا حوصرت بالوادي المعروف باسم "تين صوصو" والذي أجبرهم على المكوث داخل الوادي نظرا لقوة جريان مياهه، بالإضافة إلى المياه التي غمرت بيوت السكان، حيث تسببت الفيضانات في تلف معظم المواد الغذائية، والأغطية والألبسة، أما التجمع السكني عين مجدة فقد كان المتضرر الأكبر من هذه الأمطار، حيث غمرت المياه جميع البيوت التي هي عبارة عن زرائب ومساكن قصديرية، وقضت جميع العائلات ليلتها بالعراء. هذه الوضعية الكارثية جعلتهم يطلقون نداءات استغاثة للسلطات المحلية، من أجل التدخل لإنقاذهم، وذلك بإجلاء العائلات المحاصرة بالوديان والجبال، وكذا تقديم الخيم والأغطية والمواد الغذائية. من جهته، الوالي أمر بإيفاد لجنة للوقوف على حجم الأضرار، في الوقت الذي تنقل فيه رئيس المجلس الولائي إلى القرية المنكوبة منذ ليلة أول أمس، حيث صرح للشروق بأنه وقف فعلا على حجم الكارثة، مستغربا التأخر الفادح لتدخل السلطات الولائية والبلدية، لإنقاذ المنكوبين والمحاصرين، محملا إياها مسؤولية هذا التقصير، حيث اكتفت مصالح الحماية المدنية بإرسال فرقة تضم سيارتين رباعيتي الدفع فقط، دون جلب أي مساعدات، في الوقت الذي تحتاج فيه العائلات إلى مساعدات مستعجلة من أغطية وخيم ومواد غذائية. أما رئيس المجلس فاعترف بأن المواطنين ساخطون على تأخر تدخل السلطات، وأكد بأن الوالي وعد بإرسال طائرة هيلوكوبتر لإنقاذ العائلات العالقة، لكنها لم تأت لحد كتابة هذه الأسطر، في الوقت الذي يجهل فيه مصير هذه العائلات، وأضاف بأنه قد نقل هذه المعاناة إلى مكتب وزير الداخلية للتدخل في هذا الموضوع. وفي مكالمة هاتفية مع الشروق، أكد رئيس دائرة ايليزي، بأنه يتم التحضير لإرسال مساعدات عاجلة لهذه المناطق. كما شهدت قرية "فضنون" التي تبعد بحوالي 100 كلم عن مقر الولاية، نفس الوضعية، حيث عاش السكان ليلة بيضاء، بسبب الأمطار التي غمرت بيوتهم الهشة، خاصة بمنطقة تيشاك، حيث جرفت السيول حوالي 10 رؤوس من الماشية، مؤكدين بأنه ولحد كتابة هاته الأسطر، لم تحضر أي لجنة لمعاينة الأوضاع، كما أن مربي المواشي لازالوا يستغيثون من أجل إنقاذ رؤوس الغنم والماعز وحتى الإبل، التي حاصرتها المياه بوادي تاخمالت الوقع على بعد 60 كلم من ايليزي.