في احتجاج فريد من نوعه نظمت، أول أمس، عشرات من النسوة القاطنات بحي عدل بإيسطو بوهران، تجمعا بدأ سلميا، ليتحول إلى ملاسنات ومحاولة اقتحام مكتب مدير الوكالة الجهوية، الذي كان المطلوب رقم واحد من طرف المحتجات اللواتي حاصرن المديرية، مطالبات بحل جذري، ودائم للمشاكل التي يتخبط فيها مجمعهم السكني، ويأتي في مقدمة النقائص المصاعد المعطلة مند عدة أشهر. الاحتجاج بدأ مع الساعات الأولى للصباح حين تقدمت عشرات الساكنات بعمارة رقم 19 بحي 1063 سكن بعدل إلى مقر الوكالة الكائن بحي المشتلة، هناك تم استقبال ممثلين عنهن وعرضن على المدير لائحة المشاكل التي يتخبط فيها السكان، وما كان أمام المسؤول الأول على الوكالة سوى وعدهم بالتنقل شخصيا للمجمع للمعاينة عن كثب درجة الغبن التي يعانون منها مند ما يزيد عن ال10 سنوات، غير أن هذا الأخير لم يحضر، وبمرور الساعات نظمت النسوة اعتصاما جديدا أمام مدخل العمارة والانطلاق مباشرة نحو المديرية للمرة الثانية. والغريب أن الوقفة لم يشارك فيها سوى النسوة فقط، في رسالة واضحة المغزى منها أن المعاناة كبيرة، تعاني منها المرأة بالدرجة الأولى، لأنها هي التي تصعد في اليوم أكثر من مرة للطوابق العليا، فضلا عن الأطفال المتمدرسين والمرضى، ولم يشفع وصول الفرقة التقنية لتصليح العطب الذي أصاب المصعد في امتصاص غضب المحتجات اللواتي قمن بطرد العمال، ثم العودة إلى مكتب المدير وهناك انطلقت المشادات بين أعوان الحراسة والمحتجات اللواتي كن في حالة هستيرية، لاسيما بعد محاولة بعضهن اقتحام بالقوة مكتب المسؤول. ولم تهدأ الأمور سوى بتدخل رجال الشرطة، ليقوم مباشرة مدير الوكالة بتقييد شكوى رسمية ضد المحتجات لمنع تكرار مثل هاته التصرفات، لاسيما وأن الإدارة كلفت فرقة صيانة لمعاينة المصعد لماعطل والسعي إلى تصليحه، غير أن المحتجَات قمن بطرد العمال في تعد صارخ على القانون حسب ما صرح به نفس المسؤول. من جهة ثانية، أكدت ممثلة عن المحتجات أن أوضاع السكان المتردية في المجمع السكني هو ما دفع بالنسوة إلى التحلي بالشجاعة والإرادة، لاسيما وأنهن قضين عدة أشهر من دون مصاعد، مما تسبب في تدهور صحتهن، وجعل الكثير من السكان يفكرون في تغيير المساكن، والهروب من "كابوس" صار يتكرر بشكل مستمر، بينما أضافت نفس المتحدثة أن سياسة الاعتصامات سوف لن تتوقف لغاية تحقيق المطالب في مقدمتها المصاعد التي وجب أن يتم تصليحها بشكل نهائي والتخلي عن عقلية البريكولاج، والصيانة الترقيعية، التي لا تدوم سوى أسابيع فقط ليعود العطب من جديد.