أكّد أمس، المساجين الجزائريون بالسجون الليبية، وفاة أحد المتواجدين بالعناية المركزة منذ أيام، مرجّحين أنه (أ.ع) الذي يعاني من مضاعفات داء السل، في حين طالبت عائلات المساجين الخارجية والقنصلية الجزائرية بالتدخل من أجل تحديد هوية المتوفي بالضبط. * ولم يستطع المساجين بالسجون الليبية أن يتقصّوا ما إذا كان هو المتوفي أو (ع. ب) المتأثّر بانخفاض نسبة السكر في الدم، بينما أكدوا في اتصالهم السرّي مع ممثلي جمعيات الأهالي أن أحدهما قد توفي ليلة الجمعة إلى السبت الماضيين. * وقد حرم (أ.ع) من العلاج بعد تفاقم حالته جراء إصابته بالسل داخل السجن، حيث انخفض وزنه إلى 29.5 كلغ - حسب شهادة زملائه - وقد كان بصحة جيدة عند دخوله إليه في 2005 بتهمة حيازة المخدرات. * وذكر أحد المساجين في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" أن القنصلية الجزائرية بليبيا ترفض الحديث معهم، حيث تعمد إلى قطع الاتصال في كل مرة منذ انتشار خبر الوفاة. * وأكّد نفس المصدر أن هذه تعتبر حالة الوفاة العاشرة في صفوف المساجين الجزائريين، وكان آخرها موت السجين بوفلوس من سكيكدة، ويتوقع تسجيل وفيات أخرى، إذ يتناقل المساجين هناك أن بن مسعود أحد المصابين بداء "السيدا" وهو في العناية المركزة بالمستشفى بعد دخوله في غيبوبة منذ أسبوع. * وعلمت مصادرنا أن شقيقة بن مسعود المقيمة بليبيا التقت به الخميس الفارط، ووجدته في حالة يرثى لها، نظرا لدخولهم في إضراب عن الطعام وكذا لعدم استلامه المصل الخاص بالسكري الذي أرسل إليه عبر القنصلية الجزائرية هناك. * ووجدت مصادرنا صعوبة في الاتصال بالعائلات بالجزائر نظرا لأجهزة التشويش التي وضعتها السلطات الليبية على مختلف المكالمات لقطع أي نوع من الاتصال مع أهاليهم بالجزائر، وأبلغوا أن القنصلية لم تسلم المساجين ما أرسل إليهم من أدوية ومبالغ مالية أرسلها أهاليهم. * وأوردت مصادرنا أنه تم منع بعض العائلات الجزائرية من زيارة أبنائها بالسجون الليبية، خاصة بعد أن فرّ سجينان ليبيان بسجن "الجديدة" ومستشفى طرابلس، حيث شدّدت السلطات الليبية الرقابة على المكانين. * وصرح نفس المصدر أن العرباوي المكلف بملف المساجين الجزائريين أهملهم في الفترة الأخيرة ورفعوا رسالة إلى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية عبد القادر مساهل والمحامية بن براهم لإيجاد حل لهم في أقرب الآجال.