أفادت التحريات التي أجرتها مصالح الأمن المختصة على مستوى مطار ليون بفرنسا أن الجزائري الذي هدد بتفجير طائرة الجوية الجزائرية المتجهة من الجزائر إلى بروكسل، لم يكن يحمل بحوزته أي سلاح أو متفجرات، في حين أكدت بعض المصادر أن هذا الأخير لم يكن في حالة نفسية سوية بعد استهلاكه لمواد مسكّرة قبل امتطائه الطائرة، التي انطلقت من مطار هواري بومدين قبل العاشرة صباحا. وحسب ما أكدته مصادر من الجوية الجزائرية، فإن قائد الطائرة من المنتظر أن يسلم اليوم أو غدا على أقصى تقدير الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية محمد عبدو بودربالة، تقريرا مفصلا عن العملية الترهيبية التي قام بها أحد المسافرين، ويبلغ هذا الأخير من العمر 37 سنة حينما قام فجأة من مقعده وسط الطائرة وبدأ يصرخ مرددا عبارة "راني رايح نطرطڤ الطيارة" (..) وهو ما أثار رعب 37 مسافرا كانوا على متن بوينغ 737، حينها قام عناصر أمن على مستوى الطائرة بعزل هذا الأخير، وإخضاعه للتفتيش، إلا أن هؤلاء لم يعثروا على شيء بحوزته وتم احتجازه إلى غاية نزول الطائرة في مطار ليون بفرنسا، في وقت قام قائد الطائرة بإغلاق باب غرفة القيادة المصفح لضمان عدم تسجيل أية تدخلات مزعجة. وفور ذلك، نزلت الطائرة بمطار ليون بفرنسا أين تدخلت عناصر درك النقل الجوي لتفتيش الجميع وإنزال كافة الأمتعة التي خضعت هي الأخرى لتفتيش شامل، قبل أن تعاود الإقلاع دون المسافر المعني وسط أجواء "محتقنة"، مع العلم أن الرحلة كان يرتقب أن لا تتجاوز ساعة و45 دقيقة لو أن الأمور تمت بشكل عادي، في وقت أسرّت مصادرنا بأن جميع ركاب الطائرة بما فيهم الشخص الذي تسبب في الفوضى خضعوا للتفتيش 3 مرات قبل امتطاء الطائرة، مرة في مدخل مطار هواري بومدين، ومرتين آخريين قبل امتطاء الطائرة، ويتعلق الأمر بأمتعة المعني وخضوعه هو شخصيا للتفتيش، كما أكدت ذات المصادر أن عملية المراقبة على مستوى مطار هواري بومدين شهدت مضاعفة كبيرة بعد عيد الأضحى المبارك عندما تلقت هذه الأخيرة معلومات تفيد بمحاولة تفجير المطار من خلال إدراج عناصر ال"بي أر إي" في عمليات التفتيش والتأمين بالمطارات الدولية، ناهيك عن مضاعفة عناصر الأمر بشكل ملفت.
"بي آر إي" لتأمين المطارات الدولية.. وتفتيش ثلاثي للركاب ..وشددت مصادرنا أنه في حال ثبوت استهلاك المسافر المثير للفوضى لمادة كحولية أو مخدرات، سيعيد ذلك طرح ملف توزيع الكحول على مستوى الطائرات للمسافرين، وهو الملف الذي لقي رفضا شديدا من قبل المضيفين والطيارين الذين طالبوا وزير النقل بوجمعة طلعي بالتدخل شخصيا لوقف العملية. من جهتها، شركة الجوية الجزائرية، نشرت على الفور بيانا أكدت أن الرحلة التي كانت تحت ترقيم 2063 "أ أش" نزلت اضطراريا بمطار ليون بفرنسا تحت تهديد التفجير بقنبلة من طرف مسافر جزائري، وحسب البيان الذي اطلعت عليه "الشروق"، فإن قائد الطائرة فضل إخضاع الجميع للتفتيش لضمان الأمن، مع العلم أن الجوية الجزائرية تكفلت بكافة المسافرين وأعادت التوجه نحو الجزائر في حدود التاسعة وعشرين دقيقة ليلا، كما سيخضع المسافر للمتابعة القضائية وفق ما يقتضيه قانون الطيران المدني.