كشف بدني الجيلالي، قائد فرقة حماية الأحداث للدرك الوطني، عن تسجيل فرقتهم، ل14 حالة اعتداء جنسي على القصر و15 حالة هروب للقصّر من منازلهم، أغلبيتهم تلاميذ في المتوسط والثانوي خلال العام 2015، في حين اعتبر أن حالات اختطاف الأطفال تبقى ضعيفة، مع تسجيل حالات هروب لأطفال من المنزل نتيجة العنف الأسري، ما يجعلهم يقعون ضحية أشخاص منحرفين، فيما نصح رئيس جمعية حماية الأحداث من الانحراف والاندماج في المجتمع سيد علي لعبادي، بعدم التهويل في التبليغ عن الحوادث، واعتبارها اختطافا. واعتبر المتحدث خلال ندوة نظمتها الجمعية حول ظاهرة اختطاف الأطفال والعنف ضد الأحداث، أن أغلب قضايا الاختطاف سببها تصفية حسابات أو التجارة في المخدرات أو نزاع حول الميراث، داعيا إلى اتخاذ إجراءات حماية صارمة أمام المؤسسات التربوية ومقاهي الانترنيت التي يرتادها تلاميذ المتوسط والثانوية، مع تسليط أقصى العقوبات التي تصل حد الإعدام ضد قاتلي الأطفال، "الذين يتركون جثث ضحاياهم الصغار في العراء تنهشها الحيوانات الضالة" يقول. وبدوره، ناشد إمام مسجد الفلاح بالبليدة توفيق بوزيان، المواطنين التبليغ عن حوادث الاختطاف دون خوف، مصداقا لقوله تعالى "لا يأب الشهداء إذا ما دُعوا"، مع محاربة ظاهرة اختطاف الأطفال وعلاجها بكل الطرق الممكنة، مرجعا أسباب انتشار االجريمة في المجتمع إلى ظواهر الطلاق والعنف الأسري والعولمة ورواج المخدرات. فيما أشار رئيس جمعية "أولاد الحومة" زرقي عبد الرحمان إلى أن جمعيته تساهم في إدماج المساجين في المجتمع، من خلال إشراكهم في نشاطات رياضية، والوقوف إلى جانبهم في نشاطاتهم التجارية لمساعدتهم في تحسين وضعيتهم، ناصحا المتورطين في الجرائم بالتوبة، فيما شدد على الأولياء بضرورة مراقبة أبنائهم ومصاحبتهم وتعليمهم أحكام الدين، وكما يقول عمر بن الخطاب "الصاحب ساحب". وفي الموضوع، بادرت المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، بتخصيص حافلات متنقلة للتدخل السريع، تكون برقم أخضر للدرك الوطني وآخر للشرطة وعلى متنها أخصائيون في علم الاجتماع وعلم النفس والقانون لمساعدة وتوعية العائلات، حيث كشف رئيس المنظمة والمستشار في الوقاية الجوارية، أن الهدف من الحافلات توعية المواطنين بأهمية التبليغ عن الجرائم، وعن المشتبه فيهم، الذين "يحومون" في الأحياء والمدارس والملاعب والمؤسسات التربوية وغيرها من الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال، مع منح رقم هاتف لحراس المدارس للتبليغ عن أي حادث أوشخص مشبوه أو سيارة غريبة مركونة أمام المدرسة. فيما اقترح المنسق الوطني بالتنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية نصر الدين زرقاوي، خلق فضاءات ترفيهية وثقافية ورياضية للأطفال لتجنب بقائهم في الشوارع واختلاطهم بالمنحرفين، وتسجيلهم في الجمعيات لممارسة هواياتهم، ويضيف "الجزائريون يصفون المبلغ عن الجريمة ب"البياع" لكن التبليغ عن المجرمين هو من المواطنة والشرف"، ومن جهة أخرى، اعتبر نائب رئيس جمعية حماية الأحداث فاروق زرقاوي أن الشباب البطال والتلاميذ المتسربين من المدارس صاروا يُستعملون من قبل المجرمين في تنفيذ عمليات سرقة واختطاف وبيع المخدرات، مؤكدا أن الجمعية راسلت وزارة التربية طالبة توجيه التلاميذ المطرودين نحو مراكز التكوين لإنقاذهم من الجريمة.