تعيش عائلة ربحي إسحاق، الذي شاء القدر أن يسقط في بئر ويموت بفرقة السخايرية ببلدية بني سليمان شرق ولاية المدية، ويبقى اللغز المحير لأمه أنه منذ شهر قبل وفاته كان يتكلم عن "المقبرة" كثيرا، ويقول: أريد أن أزورها وعمره لا يتجاوز 04 سنوات، وهو ما أكده عمه "عياش" الذي تعلق به كثيرا إلى درجة أنه كل يوم يستدعيه إلى بيته القريب من بيت أخيه للعب معه، لأن إسحاق كان ذكيا يحب اللعب ويتكلم كثيرا عن "الجبانة". أم الضحية لم تستوعب وفاة ابنها، خاصة مع الحادثة التي لم تنسها طول حياتها. وجاء وقت الفراق قبل ليلة من سقوط الابن في البئر، حيث دقت الساعة الثامنة ليلا من يوم الجمعة، ليلة رجوع الأم من عرس لأحد أقارب العائلة، فنام "إسحاق" دون أن تلعب أمه معه فنظرت إليه في الفراش، وبكت بحرقة ليدخل الأب ويقول لزوجته: لماذا تبكين على الولد؟ فردت الأم الحنون قائلة: أحس بشيء غريب ولم أعتن كثيرا اليوم بإسحاق، لأنني كنت في العرس وينتابني شعور بأن أحد أبنائي سيموت. وفي ليلة الفراق، يوم السبت، نهض إسحاق في الساعة التاسعة صباحا، كعادته، للخروج من المنزل واللعب أمام البيت، وعند تناوله فطور الصباح شكر أمه كثيرا لأنها قامت بطهي خبز الفطير، أو كما يسمى في المنطقة ب "المدلوك". كان الولد يأكل ويرمي الخبز من فمه، يلعب، ليفاجئ أمه بكلام غير معهود: "أمي أمي.. اليوم راح نموت"؟ ويقوم باللعب في مائدة فطور الصباح. هذا الإحساس الذي ظل يراود الأم كثيرا. وبعد 10 دقائق من خروجه من المنزل خرجت الأم مسرعة للبحث عن فلذة كبدها، فلم تجده وراحت كل الشكوك بأن الطفل اختطف أو سقط في البئر، ليكون يوم السبت يوم الفراق للأم، التي بكت بشدة وكل العائلة تعلقت بهذا الولد الذي بقي لغز موته محيرا في العائلة، لأنه قبل وفاته قال لأمه: "سأموت".. عائلة الضحية، بدورها، تشكر كل الذين قاموا بمساعدتهم من مصالح الحماية المدنية وفرقة الغطس ومصالح الدرك الوطني، وكل الأقارب والجيران، لوقوفهم على هذه المصاب الجلل، الذي لم تستطع العائلة نسيانه، خاصة عمه الذي تحدث إلى "الشروق" عن قصة وفاته وتعلقه بابن أخيه رحمه الله.