لا تزال بلديتا مغراوة والميهوب الواقعتان في أقصى شرق ولاية المدية، غير معنيتين بمشروع الربط الكبير لبلديات كثيرة بمياه سد كدية أسردون. وعلى الرغم من عدم بعد البلديتين عن السد، وانتمائهما إلى محيطه القريب على الحدود بين ولايتي البويرة والمدية، وعلى الرغم من حاجتهما الملحة إلى مياه الشرب، إلا أنهما بقيتا خارج دائرة الاهتمام وبعيدا عن إفادتهما من مياهه التي وصلت إلى أقصى جنوب ولاية المدية على مسافة جاوزت 150 كلم وتدفقت مياهه في بلديات بعيدة عن موقع السد كثيرا. ولم يفهم سكان هاتين البلديتين أن يبقوا رهائن كميات غير كافية من مياه الشرب المستقدمة من سدود ومنابع عتيقة، ونوعية رديئة منها جعلت السواد الأعظم يتجنب استعمالها للشرب، حيث يكتون باستعمالها في الغسل والتنظيف فقط، هذا على الرغم من حديث المسؤولين عن كفاية حجم تدفق خط الربط القادم من كدية أسردون باتجاه بلديات الجنوب الولائي، لتغطية عدد إضافي من بلديات الولاية التي تقع على أطراف خط الربط، معتبرين استثناء بلديتيهم من هذا الربط إجحافا وتعميقا لمعاناة السكان الذين يقعون مطلع كل صيف تحت طائلة ندرة الماء الصالح للشرب. وبعيدا عن هاتين البلديتين، لا تزال عديد البلديات التي ليست مبرمجة للاستفادة من مياه هذا السد بما فيها عاصمة ولاية المدية وجميع البلديات المحيطة في انتظار الفراغ من مشروع تحويل مياه سد غريب التي كانت تصب في خزانات بلدية البرواڤية والبلديات المجاورة لها، بعد أن استفادت من مياه سد كدية أسردون، وهو المشروع الذي يعرف تعثرا كبيرا وتأخرا في الإنجاز بسبب ما يعترض مسلك التحويل من عراقيل ومشاكل ستؤجل حتما انقشاع أزمة النقص في مياه الشرب عن الآلاف من المواطنين بمدينة المدية ومحيطها على الأقل إلى ما بعد الصيف المقبل.