عاش سكان بلدية الدبداب الحدودية مع ليبيا شمال ولاية ايليزي، الخميس، يوما مأساويا جديدا، على وقع فاجعة أليمة جراء فقدانها أحد شبابها، ومقتله بطريقة شنيعة، أين تم ذبحه وحرق جثته ورميه بعرض الصحراء، في حادثة اقشعرت لها الأبدان. تعود الوقائع قبل حوالي أربعة أيام، عندما جاء مجموعة من الأشخاص، إلى الضحية المسمى (غ. م. ميلود) يبلغ من العمر ثلاثين سنة، عارضين عليه شراء سيارته رباعية الدفع من نوع "تويوتا ستايشن"، والتي تحمل لوحة ترقيم ليبية، وتم تهريبها عبر الحدود الليبية، ضمن موجة تهريب السيارات التي تشهدها المنطقة. وحسب بعض المصادر، فإن الضحية استضاف القتلة في بيته وأطعمهم، ثم تم الاتفاق على تجريب السيارة خارج بلدية الدبداب، على الطريق المؤدي إلى قرية مركسن، على أن يسلموا له المبلغ بعد أن تنال السيارة إعجابهم، أين اتصلوا به في الصباح للالتقاء عند المزارع التي تبعد بضعة كيلومترات عن المدينة، وهناك وقع ما لم يكن في الحسبان، ولم تعرف حتى دوافع الفعل الشنيع الذي أقدمت عليه المجموعة، بحيث قاموا بتكبيله بسلك معدني ثم ذبحوه، ليقوموا بعدها بحرقه بالبنزين، ثم رميه بمنطقة تيلولت التاريخية التي شهدت أحداثا أثناء الثورة والتي تبعد بحوالي 12 كيلومترا عن الدبداب، ليستولوا بعدها على السيارة ويفروا إلى وجهة مجهولة. والدة الضحية وبعد يومين من اختفاء ابنها، سارعت إلى إبلاغ الدرك الوطني، بعد أن استنفدت كافة السبل لإيجاد فلذة كبدها، ليباشروا بعدها عملية البحث عن المفقود، وحسب ما صرحت به مصادر للشروق، فإن مجموعة من الشباب قد وجدوا بمحاذاة المزارع، قطعة من الشاش ملطخة بالدماء تعود للضحية، وبعد مواصلة عملية البحث، تم العثور على جثة الشاب ميلود محروقة مرمية بعرض الصحراء بعد ثلاثة أيام من مقتله، بحيث وضع عليه القتلة سجادة صلاة، ليتم إبلاغ الدرك الوطني بمكان الجثة، أين سارع رجال الدرك والحماية المدنية التي تكفلت بنقل الجثة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالدبداب، فيما فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا للكشف عن ملابسات الحادث. هذه الحادثة خلفت صدمة وحزنا كبيرين لدى أوساط المواطنين بالمنطقة وبولاية ايليزي بصفة عامة، بالنظر إلى شناعة الحادثة، والتي أعادت إلى الأذهان حادثة مقتل شابين من الدبداب على الحدود الليبية التونسية رميا بالرصاص، ورميهم بعرض الصحراء.