يشتكي سكان قرية بولرباح التابعة لبلدية الجباحية شمال البويرة من نقص مظاهر التنمية المحلية بقريتهم، وجملة من المشاكل التي نغصّت حياتهم اليومية وضاعفت من معاناتهم مع ظروف المنطقة القاسية، وفي مقدمة تلك المشاكل الغياب التام للتهيئة الحضرية من طرقات وإنارة عمومية، بالإضافة إلى مشكل السكن الاجتماعي والبطالة. وحسب تصريح بعض السكان الذين التقتهم "الشروق" خلال جولة قادتها للقرية، فإن كل المراسلات والمناشدات التي أرسلوها للمسؤولين المحليين وبالولاية لم تجد نفعا، ولم تغير من الوضع المزري بالقرية، حيث تأتي في أولى انشغالاتهم غياب مظاهر التنمية المحلية المتمثلة في تهيئة الطرقات والمسالك التي تفك العزلة عنهم وتساهم في دفع الحركية بالمنطقة بعدما أصابها الركود، معبرين عن امتعاضهم من الحالة الكارثية التي وصلت إليها الطرقات والأرصفة التي لم تستفد من أية مشاريع إعادة تهيئة منذ سنوات عدة، ما جعلها هاجسا حقيقيا لدى أصحاب المركبات والراجلين على حد سواء، مطالبين بتخصيص أغلفة مالية توجه لإعادة تهيئتها وتزفيتها، هذا بالإضافة إلى توفير الإنارة العمومية بالقرية، بعدما أصبح الظلام الدامس يخيم عليها ليلا بفعل الخراب الذي طال الأعمدة، وهو الأمر الذي ساهم في تكرار اعتداءات المنحرفين الذين يستغلون الظلام لارتكاب اعتداءاتهم على ممتلكات السكان. كما تعاني القرية من مشكل السكن الذي طالما أرق يومياتهم مع البيوت الهشة المنتشرة بكثرة، حيث باشرت حسبهم مصالح البلدية في إحصائهم عدة مرات، إلا أن الأمر لم يعد مجرد إجراء إداري روتيني، فلا حصص سكنية وزعت ولا قطع أراض استفادوا منها، مطالبين بتخصيص حصص سكنية اجتماعية تنهي معاناتهم مع رحلة الشتاء والصيف في بيوت لا تتوفر على أدنى ظروف العيش الكريم. أما شباب القرية، فهم يتقاسمون بدورهم المعاناة التي تضرب المنطقة بفعل تجاهل المسؤولين لها، ففرص العمل تكاد تكون منعدمة ولا أفق في مشاريع استثمارية تنقذهم من مخالب البطالة القاتلة، مناشدين الجهات المعنية بتوفير مناصب عمل خاصة لخريجي الجامعات ومعاهد التكوين الذين لم يجدوا أمامهم سوى ممارسة التجارة الفوضوية لكسب قوت يومهم، وفي ظل تلك المشاكل والظروف الصعبة التي زاد من حدتها صمت المسؤولين المحليين تجاه نداءاتهم المتكررة، يطالب سكان القرية من خلال حديثهم بالالتفات إلى معاناتهم في أقرب الآجال، مناشدين والي الولاية التدخل العاجل وأخذ انشغالاتهم مأخذ الجد بتخصيص برامج تنموية بالمنطقة تعود بالنفع العام عليهم وتفك العزلة عن قريتهم.