يخوض وفاق سطيف عشية اليوم ابتداء من الساعة السادسة مساء الثلاثاء بتوقيت الجزائر (السابعة بتوقيت مصر) لقاء الذهاب من الدور نصف النهائي من دوري أبطال العرب الذي يعد آخر قلعة يتحصن بها الوفاق هذا الموسم. الوفاق في غارة على قواعد الجيش المصري حيث تبقى المواجهة مع الخصم "العسكري" من نوع السهل الصعب، لأن هذا الفريق الذي لم يكن يسمع به أحد نجح في اجتياز كل العقبات ووصل من جملة 32 فريقا شاركوا في الدورة إلى دور الأربعة، وهو دليل واضح على جدية الطلائع في الذهاب بعيدا في هذا المشوار العربي، ولا ننسى طبعا الخسارة التي لحقت اتحاد العاصمة جراء قصف مدافع الطلائع حتى في عقر دار الاتحاد، وهي معطيات تجعل من المقابلة قضية "حياة أو موت" لأن التأهل سيلعب هنا في القاهرة عشية اليوم ولا مجال لأي تهاون أو حسابات "زائدة أو ناقصة" من نوع سنلعب الإياب في سطيف. صالحي الجنرال والحراسة المشددة تشكيلة الكحلة تتواجد منذ وصولها للقاهرة في أحسن الظروف، حيث لم يتسرب إليها أي نوع من الضغط خاصة في ظل الحراسة المشددة التي فرضها عمي رشيد صالحي الذي تحول إلى جنرال حقيقي في مصر، ومنع كل أشكال الاحتكاك باللاعبين من طرف أي كان وهو ما جعل التعداد في راحة تامة من الناحية البدنية وكذا المعنوية. 20 على 20 في التدريبات لأول مرة والجميل في بيت الوفاق هذه المرة أن التدريبات خاضها كل اللاعبين منذ الوصول للقاهرة الأربعاء الماضي، حيث شارك ال 20 لاعبا كلهم في التمرينات التي تمت يوميا بحصص مختلفة تم فيها التركيز على مختلف الجوانب التكتيكية والبدنية لرفع مستوى الجاهزية التي شملت هذه المرة حتى الاستعداد لضربات الجزاء، ولا شك أن هذا الأمر يعد دافعا ايجابيا للكحلة التي كانت ضحية الإصابات لدرجة أن ضبط قائمة المشاركين في كل مرة يخضع لألف حساب وإقحام بعض المصابين كان دائما يصنع "السوسبانس". الحاج عيسى..القوة الضاربة وإذا كان الطلائع تابعا للجيش ومتدرب على استعمال الأسلحة فإن الوفاق يحوز على سلاح فتاك قد يكون الضربة القاضية للخصم المصري في هذا اللقاء، ويتعلق الأمر طبعا بالحاج عيسى الذي كان أقوى العناصر تمرنا خلال الأيام السابقة، ولأول مرة منذ فترة طويلة يكون بعيدا عن الإصابة، وتبقى مسألة إقحامه وكيفية استعماله في المواجهة تخضع لذكاء الطاقم الفني (وإن كنا نشك في امتلاك سيموندي لهذا المعامل). آخر مران بملعب جهاز الرياضة العسكري وقد أجرى الوفاق عشية أمس آخر حصة تدريبية بالملعب الرئيسي لنادي الجيش الذي سيحتضن المباراة ابتداء من الساعة 18:30 مساء، بعدما كان قد تدرب طيلة الأيام السابقة في الملعب الثانوي للنادي الذي يمتلك على كل حال ترسانة من الهياكل القاعدية التي تسر الناظرين والزائرين. الجيش يتسلح للمواجهة باستعدادات قوية وكانت تشكيلة الطلائع قد دخلت في تربص مغلق منذ لقائها الأخير أمام اتصالات مصر واستفادتها من يوم راحة، حيث يراهن الطاقم الفني على لعب كل الأوراق الرابحة في هذا اللقاء الذي يعد حاسما بالنسبة للمصريين الذين يريدون تتويجا عربيا لممثل الجيش الذي بات يحظى بكامل الدعم في هذه المواجهة المصيرية. الحماس واللياقة لتعويض الخبرة وبالنسبة لعناصر الطلائع فإن أكبر مشكل يواجهها هو نقص الخبرة في مثل هذه اللقاءات خاصة أمام فريق الوفاق الذي يعد صاحب خبرة كبيرة وتجربة أكبر في المنافسة العربية، وهو الأمر الذي يجعل مراهنة الطاقم الفني للجيش على عامل الحماسة واللعب على وتر الإرادة والدفاع عن ألوان "أم الدنيا" أكيدا، زيادة على التعويل على الجانب البدني من خلال التحضيرات المكثفة للموعد. حسن عوض معاقب و03 لاعبين مصابون وبالنسبة لتعداد الطلائع فإن التشكيلة ستكون محرومة من خدمات الظهير الأيسر حسن عوض المعاقب بعد تلقيه لإنذار ثان في لقاء الطليعة السوري، ومن المحتمل أن يعوضه اللاعب عبد الله أحمد فيما ستبقى مشاركة الثلاثي المصاب عمرو عادل ومحسن الشحات ووائل خليفة موضع شك، نظرا لعدم اتخاذ الطاقم الفني لأي قرار بهذا الشأن تبعا لعدم وضوح درجة الجاهزية والتأهيل. حذار ثم حذار من صبري وآركو ورغم الغيابات المسجلة إلا أن الطلائع يمتلك لاعبين لهم مهارات عالية كما هو الحال بالنسبة لصانع الألعاب عبد الستار صبري الذي يبقى المحور الأول في تحريك آلة الجيش المصري فوق الميدان، ويضاف إليه المهاجم الغاني بابا آركو الذي يحسن اللعب بالمباغتة متعود على تسجيل كثير من الأهداف الحاسمة. المدرب سيموندي: حضرنا جيدا وسنلعب مباراة كبيرة أكد مدرب الوفاق برنارد سيموندي بأن تشكيلته تمكنت من إجراء حصص تدريبية جيدة ومركزة، حيث ساعدت الظروف المريحة المحيطة بالتشكيلة على ذلك، وتسود الآن حيوية كبيرة لدى اللاعبين الذين تحرروا كلية من تبعات الإقصاء من المنافسة الافريقية والخروج من سباق اللقب على البطولة. ويضيف سيموندي خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمقر إقامة الوفاق صبيحة أمس بأن الوفاق سيلعب لأول مرة منذ فترة طويلة بدون إصابات وهو عامل ايجابي جدا يساعد على اعتماد الخطة اللازمة لمواجهة الطلائع الذي تم رصد كل نقاط قوته وضعفه بعد مشاهدة عدة مقابلات، وكل اللمسات وضعت لخطة اليوم التي ستساعد على أن يلعب الوفاق مباراة كبيرة. المدرب يوسف طلعت: المباراة صعبة بكل المقاييس بالنسبة لمدرب الطلائع المصري فإن المواجهة تبقى صعبة للغاية وبكل المقاييس لأن فريقه سيلعب ضد بطل العرب ومع اسم كبير في القارة الافريقية، زيادة على أن عناصره لا تملك الخبرة اللازمة في مثل هذه المحطات العربية، والتعويل على الإرادة والحماسة واللياقة البدنية هو الحل حسب طلعت الذي أبدى تخوفه من تأثيرات الإرهاق وكثرة المنافسات، وبالتالي فإن التعامل في المقابلة سيكون بأسلوب خاص. أعراب: اللقاء مسألة حياة أو موت أعطى رئيس بعثة الوفاق للقاهرة عزالدين أعراب مفهوما خاصا للمواجهة حينما وصف اللقاء بمسألة الحياة أو الموت بالنسبة للوفاق، وهو ما يعكس حقيقة الشعور الذي يسود السطايفية الآن في كل مكان، حيث تبقى نتيجة اللقاء "ملغمة" جدا، وقد يؤدي تفجيرها إلى نتائج وخيمة لا قدر الله في حالة الهزيمة، وبالتالي فإن أخذ المسألة بكامل الجدية يبقى أمرا لازما لأن التأهل يصنع هنا في القاهرة قبل الدخول في منطقة الخطر والحسابات المعقدة بسطيف. درس خريبكة يجب أن يبقى.. الكرات الثابتة.. والدقائق الحاسمة ولعل أخطر سيناريو بقي في أذهان السطايفية هو ما حصل لهم في مواجهة خريبكة في لقاء الذهاب الذي كان بداية نهاية المشوار الإفريقي للكحلة، حيث انهار الوفاق في دقائق حاسمة من عمر المباراة وبطريقة غير متوقعة تماما بعد حصول أخطاء فادحة في الرقابة في منطقة الدفاع، والأخطر في الموضوع هو أن الأهداف تمت بكرات ثابتة، وبالتالي فالقضاء على هذا الهاجس يجب أن يكون عشية اليوم. الاجتماع التقني بفندق تراميف هذا، وعقد الاجتماع التقني الروتيني بين ممثلي الفريقين بفندق تراميف الذي يقع بشارع الخليفة المأمون، وذلك في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء أمس الاثنين، وتناول ضبط الترتيبات المتعلقة باللباس المعتمد واللاعبين المعنيين ومختلف الإجراءات العادية التحضيرية للمباراة. 50 مناصرا من سطيف.. وطلبة مصر بقوة هذا، وكانت سفرية الوفاق إلى القاهرة كالعادة مدعومة بعدد هائل من الأنصار الذين فضلوا التنقل بطرقهم الخاصة نحو مصر على دفعات، وكان عدد أول سافر منذ نهاية الأسبوع الماضي جوا من الجزائر إلى القاهرة قبل أن تلتحق دفعة أخرى من 20 مناصرا في رحلة الجزائرروماالقاهرة، فيما التحق عدد آخر برا عبر ليبيا منذ 03 أيام وهو ما جعل العدد الإجمالي للمناصرين السطايفيين الذين التحقوا بالقاهرة أزيد من 50 مناصرا، طبعا الأمر لا يتوقف هنا لأن هناك عددا كبيرا من الطلبة الجزائريين المسجلين لدراسة الماجستير في مختلف الجامعات والمعاهد ينوون الحضور وتشجيع الوفاق لآخر دقيقة. بن شادي: الدوري العربي آخر ما تبقى لنا حاوره بالقاهرة: نصرالدين معمري كيف ترون مواجهة اليوم مع الطلائع؟ نحن نعتبر المواجهة صعبة لأنها تتعلق بالمرور للدور النهائي من المنافسة ولا يمكن الوصول إلى هذه الدرجة دون أخذ كامل الجدية للمواصلة للنهاية. يبدو تعويلكم على اللقب العربي كبيرا بعد تضييع البطولة والخروج من المنافسة الإفريقية؟ هذا صحيح، فالدوري العربي آخر ما تبقى لنا ولا يمكننا التفريط في اللقب بسهولة، ونحن في مهمة دفاع عن لقب قبل كل شيء. تتدربون لأول مرة بدون إصابات وتتواجدون في تعداد مكتمل ما تعليقكم؟ الحمد لله لقد عانينا كثيرا هذا الموسم من مسلسل الإصابات الذي حرمنا من كثير من الفرص وعقد وضعيتنا في عدة محطات حاسمة، ونحن اليوم مكتملون ونتواجد في وضعية مريحة تسمح للمدرب بوضع الاختيارات المناسبة. الطلائع فاز في البطولة المحلية منذ أيام وكبرت أطماعه في حسم التأهل هنا بالقاهرة، كيف ترون ذلك؟ الطلائع من حقه الطموح والطمع في كل شيء، لكن الميدان هو الذي يؤكد الطموح أو ينفيه، ونحن بدورنا لدينا طموح في الفوز هنا والفوز بسطيف، وإن شاء الله لن نخيب هذه المرة لأنه بصراحة لا عذر لدينا. أصداء وكواليس من القاهرة: رصدها نصرالدين معمري أكد سيموندي أن كل الظروف مريحة و"مليحة"، وأنه حضر الفريق بصورة جيدة بما يعني أن أي خطإ لن يغتفر ولن يكون له أي مبرر. تحولت خريبكة إلى هاجس ذكرى سيئة لدى اللاعبين حيث يؤكدون جميعا بأن أخطاء خريبكة (التي لن تغتفر) لن تعاد. تأكد المعلق التلفزيوني عبد العزيز زواوي بأنه يحظى بشعبية محترمة حيث تعرف عليه عدد من المصريين وتكلموا معه وأبدوا إعجابهم بأسلوبه في التعليق. نزل حكام المباراة الإماراتيين بفندق تراميف أول أمس وهو نفس الفندق الذي احتضن الاجتماع التقني. تسود أجواء رائعة لدى البعثة الصحفية المقيمة بالقاهرة حيث يمتزج العمل بالسياحة والترفيه والتعليق وطبعا المنافسة، وكان نجم التعليقات بدون منازع سمير بوقاعة. رغم أن الجرائد المصرية قرعت طبول الحرب مع الجيش إلا أن المواطنين المصريين "الغلابى" لا يبالون تماما بهذا الموعد، حيث تبقى جهودهم مركزة على تحصيل "القرش" والخبز في الغالب، لأن الغالبية الساحقة تعاني الفقر. مصر بلد سياحي حقيقة، هذه النتيجة توصل إليها كل الزائرين فأينما تولي وجهك تجد السياح الأجانب وخاصة الألمان الذين غزوا الأهرامات لوحدهم.