ألقت الشرطة البلجيكية القبض على 16 شخصاً في مداهمات، ليل الأحد، بحثاً عن المسؤولين عن هجمات 13 نوفمبر الدامية في باريس، لكنها لم تتمكن من اعتقال المشتبه به الرئيسي، فيما أغلقت الحكومة العاصمة بروكسل لليوم الثالث، الاثنين. وستظل خدمة قطارات الأنفاق والمدارس ومتاجر عديدة مغلقة في بروكسل، لكن عدداً قليلاً من الموظفين سيذهبون إلى أعمالهم في المدينة التي يوجد بها أيضاً مقر الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وذلك بعد أن حذر رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل من هجمات وشيكة على غرار ما حدث في باريس. ولا يزال صلاح عبد السلام (26 عاماً) المشتبه به الرئيسي من بروكسل طليقاً، منذ أن غادر باريس بعد ساعات من تفجير شقيقه الأكبر نفسه في مقهى هناك. وأخفقت عملية ملاحقة على مستوى أوروبا في إلقاء القبض عليه. وقال شقيق آخر لعبد السلام لا علاقة له بالهجمات، إن شقيقه ربما فكر في عدم مواصلة القتل. وتخشى الشرطة البلجيكية، أن يكون عبد السلام عاد إلى بلجيكا لشن هجمات جديدة. وقال ميشيل في مؤتمر صحفي، مساء الأحد: "ما نخشاه هو هجوم على غرار الهجوم على باريس، إذ من الممكن أن ينفذ عدة أفراد العديد من الهجمات في مواقع متعددة في نفس الوقت". وبدأت الشرطة بدعم من سيارات مصفحة وطائرات هليكوبتر سلسلة مداهمات تضمنت تفتيش 19 مبنى ببروكسل وثلاثة مبان في مدينة شارلوروا الواقعة على بعد 50 كيلومتراً إلى الجنوب من العاصمة. وقال المدعي العام البلجيكي ايريك فان دير سيبت في مؤتمر صحفي، في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، إنه لم يعثر على أي أسلحة أو متفجرات وإن قاضياً سيراجع الاعتقالات. وأطلقت الشرطة النار على سيارة عثر عليها في بروكسل، لكن فان دير سيبت قال إنه لم يتضح إن كانت للأمر صلة بالقضية. وأضاف "لم يعثر على صلاح عبد السلام أثناء المداهمات". ونشرت وسائل إعلام بلجيكية متعددة تقارير تفيد بأن عبد السلام شوهد في سيارة قرب بلدة لييج في طريقه إلى الحدود الألمانية. ووردت تقارير متعددة عن رصد عبد السلام في عدة مواقع، لكن الشرطة أخفقت حتى الآن في إلقاء القبض عليه. وكان عبد السلام يدير حانة في حي مولنبيك للمهاجرين في بروكسل. ووجهت اتهامات إلى ثلاثة أشخاص حتى الآن في بلجيكا، حيث تقول السلطات الفرنسية، إنه تم التدبير لهجمات باريس في أوساط شبكة كبيرة في بروكسل تضم أنصار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين حارب بعضهم في سوريا. وأقر اثنان من المتهمين بأنهما اصطحبا عبد السلام في سيارة إلى بروكسل بعد الهجمات لكنهما ينفيان أي دور لهما في العنف. ودفع الخوف مما يدبر له عبد السلام أو جهاديين آخرين محتملين بلجيكا إلى إلغاء مباراة دولية في كرة القدم، يوم الثلاثاء. ورفعت البلاد درجة التأهب الأمني في العاصمة، يوم الجمعة، إلى المستوى الرابع وهي الدرجة القصوى. وأبقى ميشيل على درجة التأهب القصوى، يوم الأحد، لتبقى بروكسل مغلقة إلى حد كبير، يوم الاثنين. وقال ميشيل، إن من الأهداف المحتملة مراكز التسوق والشوارع التجارية ووسائل المواصلات العامة، مضيفاً أن الحكومة ستعزز وجود الشرطة والجيش في العاصمة. وأضاف أنه سيتم تقييم الموقف من جديد بعد ظهر يوم الاثنين، وأن السلطات تفعل كل شيء حتى تعود الحياة في بروكسل إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن.