الحدود الجزائرية المغربية تمكنت وحدات حرس الحدود بالجهة الغربية للوطن في عملية تعد الأولى منذ حوالي سنتين، من إحباط محاولة تهريب كمية هامة من الذخيرة الحربية تتمثل في أكثر من 12 ألف خرطوشة من عيارات مختلفة كانت مهربة من المغرب باتجاه الحدود الجزائرية، ولاتزال التحقيقات جارية حول وجهتها. * لكن محققين يشتغلون على هذا النوع من القضايا أكدوا ل"الشروق اليومي"، أن الذخيرة قد تكون موجهة لشبكات المتاجرة بالسلاح والذخيرة الحربية التي أبثتت التحريات تنسيقها مع الجماعات الإرهابية وسبق لها تمويل تنظيم "الجماعة السلفية" بالمواد المتفجرة التي استخدمت في أولى اعتداءات انتحارية بالعاصمة. * وقام عناصر حرس الحدود بباب العسة بولاية تلمسان بحجز كمية من الذخيرة قدرت ب12.225 خرطوشة صيد موزعة على 5469 خرطوشة من عيار 12مم و6756 خرطوشة من عيار 16 مم إضافة الى سلاح ناري من نوع بندقية صيد. * وأشار تقرير أعدته خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني حول نشاطات وحدات حرس الحدود خلال شهر أوت الماضي، الى أن "يقظة الأفراد مكنت من إحباط تهريب هذه الكمية" التي يبقى مصدرها الحدود الغربية، ولم يقدم التقرير المتوفر لدى "الشروق"، تفاصيل عن هذه القضية التي توجد محل تحقيق، وتعد الأولى من نوعها على مستوى الحدود، حيث لم يتم حجز أي سلاح أو ذخيرة حربية منذ حوالي 4 سنوات خاصة على مستوى الحدود البرية. وكانت مصالح الجمارك قد حجزت كمية من الأسلحة والذخيرة مهربة أغلبها من مرسيليا الى الجزائر وذلك عبر موانئ شرق وغرب البلاد . * وكانت تحقيقات أمنية في الاعتداءين الانتحاريين اللذين هزا قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار في 11 أفريل سنة 2007 قد كشفت ان المواد المتفجرة المستخدمة في تفخيخ السيارات كان قد تم تهريبها عبر الحدود الى المعقل الرئيسي لتنظيم "الجماعة السلفية" ببومرداس، وشدد اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني على أفراده خلال زيارات سابقة للشريط الحدودي التحلي باليقظة لإحباط دخول مواد تهدد أمن واستقرار واقتصاد البلاد. * ولا يستبعد أن تكون هذه الخراطيش موجهة لشبكات التهريب المختصة في المتاجرة بالذخيرة والسلاح لتمويل العصابات الإجرامية وأيضا الجماعات الإرهابية خاصة تنظيم "جماعة حماة الدعوة السلفية" الذي يعاني من نقص الذخيرة استنادا الى شهادات إرهابيين تائبين وموقوفين، آخرهم الإرهابي الذي سلم نفسه مؤخرا لفرقة الدرك بهنين خاصة في ظل مساعي تنظيم "سليم الأفغاني" تفعيل نشاطه بمعاقله السابقة. * ويأتي "استيراد" هذه الذخيرة الحربية برأي مراقبين على خلفية تضييق الخناق على ورشات صناعة الأسلحة النارية التقليدية، حيث تم على مستوى ولاية تلمسان ضبط ورشتين سريتين مؤخرا وحجز كمية هامة من الصواعق والمواد المستعملة في صناعة المتفجرات، كما لا يستبعد تمويل "الجماعة السلفية" التي تحولت الى تنفيذ اغتيالات فردية بعد تضييق الخناق على الاعتداءات الانتحارية باستعمال سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة.