وقع ليلة أول أمس، اشتباك مسلح بين أفراد فرقة حرس الحدود بالمحبس بولاية تندوف أقصى الجنوب الجزائري، الواقعة على بعد 65 كم شرق منطقة حاسي خبي ومجموعة مهربين كانوا على متن 4 سيارات من نوع "تويوتا ستايشن"، انتهى بحجز أكثر من 8 أطنان من الكيف المعالج واسترجاع كمية كبيرة من سلاح كلاشينكوف والذخيرة الحربية وهواتف خلوية من نوع "ثريا" وتوقيف مهربين اثنين. * * المهربون يحولون نشاطهم الى الجنوب الغربي ويتسلحون لمواجهة حرس الحدود وبرأي متابعين، فإن هذه العملية النوعية تعد الأكبر من نوعها منذ بداية العام الجاري، الذي بلغت فيه كمية المخدرات المحجوزة أرقاما قياسية، وتفيد مصادر تشتغل على ملف تهريب المخدرات، أن تشديد الإجراءات الأمنية بشكل لافت على مستوى الحدود الغربية، كان وراء تحويل شبكات تهريب المخدرات لمعابرها التقليدية من ولاية تلمسان الى وهران ومنها الى العاصمة باتجاه الحدود الشرقية بالوادي باتجاه ليبيا ومصر، لتتجه اليوم الى النشاط إلى ولايات الجنوب، خاصة ولاية بشار التي قام بها حرس الحدود بحجز حوالي 9 أطنان من الكيف المعالج، منذ بداية العام الجاري، وتكون المطاردات المستمرة لحرس الحدود قد دفعت شبكات التهريب مجددا لتحويل منطقة نشاطها الى تندوف التي أصبحت محور تهريب المخدرات من الجنوب المغربي مرورا بتندوف ثم باقي مناطق الوطن. أفادت خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني أمس، أن فرقة لحرس الحدود بالمحبس بولاية تندوف ضبطت في كمين، ليلة أول أمس، 4 سيارات من نوع "تويوتا ستاشن"، حيث أسفرت عملية المطاردة عن توقيف 3 سيارات كان على متنها مهربون فيما تمكن الآخرون من الفرار على متن السيارة الرابعة. وعثر رجال الدرك الوطني داخل السيارات على كمية هامة من الكيف المعالج قدرتها ذات المصالح ب8 أطنان وأكثر من 6 قناطير من الكيف المعالج، إضافة الى سلاح رشاش و4 مسدسات رشاشة مزودة ب16 مخزنا خاصا بالتعبئة و901 خرطوشة، كما تم حجز هاتف خلوي من نوع "ثريا" وجهاز "جي بي آس". وتعد الكمية المحجوزة الأكبر منذ بداية العام الجاري، خاصة على مستوى ولاية تندوف التي تشهد تماس عدة خطوط حدودية، وتحولت في ظل المخطط الأمني المشدد إلى منطقة نشاط عديد من العصابات المتخصصة في كل أشكال التهريب والإجرام، خاصة تهريب المخدرات والسجائر، وكانت قيادة الدرك الوطني قد اعتمدت إجراءات أمنية صارمة على الحدود بتكثيف الدوريات المتنقلة والكمائن أسفرت عن إحباط تهريب كميات ضخمة من الكيف المعالج، خاصة بولاية بشار. وتشير إحصائيات متوفرة لدى "الشروق اليومي" من خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، إلى أن مصالحها عالجت 10 قضايا تهريب مخدرات بولاية بشار وحدها منذ بداية العام الجاري، أسفرت عن حجز 8816 كغ و124 قنطار من الكيف المعالج، ما يعادل حوالي 9 أطنان من المخدرات التي تم حجزها بولاية بشار بالجنوب الغربي خلال السنة الجارية. وكانت التحقيقات في قضية حجز 20 قنطارا من الكيف ببشار في شهر مارس الماضي، قد قادت الى توقيف مهربين اثنين من ولاية تندوف وبحوزتهما رخصة سياقة مزورة و4520 خرطوشة سجائر يرجح استخدامهما في المقايضة، وأدت التحقيقات في قضية مماثلة ببشار عن حجز 81 نسخة من بطاقات الهوية، 62 شهادة ميلاد، 20 شهادة وفاة، 12 بطاقة منتخب، 4 نسخ لرخص سياقة مزورة بحوزة أحد المهربين، ما يكشف التنسيق بين عصابات التهريب وشبكات التزوير ومهربي الأسلحة وحتى الجماعات الإرهابية. وكان مسؤول سامي في قيادة الدرك قد طرح في لقاء سابق به، مخاوف من لجوء الشبكات الإجرامية النشطة على الحدود المختصة في التهريب للتكتل والتسلح.