قدرت مصالح الدرك الوطني كمية المخدرات التي تم حجزها صباح أول أمس، من طرف حرس الحدود ببشار، وكانت ''النهار'' قد نشرت تفاصيلها، بأكثر من 4 أطنان من الكيف، مخبأة داخل سيارتين رباعيتي الدفع في شكل حقائب محمولة مغلفة بإحكام. واستنادا إلى خلية الإتصال بقيادة الدرك الوطني، فإن أفراد سرية حرس الحدود بوادي الرتيمية قاموا بنصب كمين على مستوى المكان المسمى ''النبش''، وهي منطقة حدودية بين الجزائر والمغرب، وذلك في حدود الساعة الرابعة ونصف صباحا، حيث تسللت قافلة مكونة من ثلاث سيارات رباعية الدفع إلى التراب الجزائري، لتواجه دوريات حرس الحدود، واندلع اشتباك مسلح بعد رفض سائقو السيارات التوقف، أسفر عن وقف سيارتين، لاذ ركابها بالفرار باتجاه المغرب على متن السيارة الثالثة.وأضاف نفس المصدر؛ أن عملية التفتيش أسفرت عن ضبط كمية هامة من الكيف، تقدر ب43 قنطار و 59 كغ من الحشيش المغربي من النوعية الرفيعة، كما استرجع حرس الحدود في هذه العملية، سلاحا رشاشا من نوع كلاشينكوف ومخزن ذخيرة به 26 خرطوشة، مما يعني إطلاق رصاصات، إضافة إلى هاتفين خلوين من نوع ''ثريا''.وأفادت مصادر محلية متطابقة ل''النهار''؛ أنه تم العثور داخل إحدى سيارات المهربين على برك من الدماء، ويرجح أن مهربا أصيب بجروح بليغة جدا، نقله رفقاؤه لعدم تحديد هويته، وتذهب مصادر أخرى في اتجاه تأكيد مقتله، نظرا لبقع الدم، حيث كان أحد المهربين قد قتل في اشتباك مسلح سابق بين مهربين وحرس الحدود بتين زاوتين بتمنراست، في عملية حجز 12 قنطارا قبل أسبوعين، ونقلت جثته من طرف رفقائه. وكانت القيادة الجهوية الثالثة للدرك الوطني ببشار، بالتنسيق مع القيادة الجهوية السادسة للدرك بتمنراست، قد شددت المخطط الأمني على مستوى الحدود مع رفع عدد الدوريات والكمائن في نقاط وساعات متفرقة، لتوفر معلومات عن تكثيف شبكات تهريب المخدرات نشاطها، قبل نهاية العام الجاري، للتخلص من المخزون الذي عرف كسادا لافتا في السنتين الأخيرتين، حيث تفرض السلطات المغربية مدة محدودة على أصحاب مستودعات تخزين المخدرات قبل اتلافها، مما يترتب عنه خسارة فادحة للمهربين الذين يسعون في الأيام الأخيرة إلى تهريب أكبر كمية ممكنة باعتماد العنف المسلح. وتكون وحدات الدرك الوطني قد حققت هذه السنة، رقما قياسيا في حجز المخدرات منذ الإستقلال، تجاوز 60 طنا من الكيف، منها حوالي 32 طنا، تم إفشال تهريبها على مستوى الجهة الجنوبية الغربية ببشار، منذ بداية السنة الجارية، إضافة إلى حجز أسلحة حربية متطورة، منها رشاشات ''آف.آم.بي.كا '' و ''كلاشينكوف '' و مخازن ذخيرة حية، إضافة إلى حوالي 12 سيارة رباعية الدفع، كان يستخدمها المهربون.