تعد مدرسة بلمسعود للتعليم القرآني وتدريس مختلف العلوم الشرعة بالطيبات في ورقلة، من بين المدارس الرائدة، التي بدأت في جزء من منزل تقليدي مبني بالمواد المحلية، الجبس والحجارة، وأسقف تقليدية، لتتحول في أقل من 15 سنة إلى منارة علمية، تخرج منها أكثر من 1500 حافظ لكتاب الله. كان أول قاصدي هذه المدرسة أبناء القرى والمداشر في أميه بن علي والنقر والمناطق المجاورة لها والبحري وأم الزبد والشابي واللويبد وقرى ومداشر بن ناصر والدليليعي وغيرها . وأخذت المدرسة القرآنية تتطور من سنة إلى أخرى. فصارت تضم عددا هائلا من الطلبة من مختلف ولايات الوطن إلى أن وصل عدد الولايات التي قدم منها الطلبة إلى أزيد من 40 ولاية من شرق البلاد ووسطها وغربها وشمالها وجنوبها. وتخرج من المدرسة أزيد من 1500 حافظ لكتاب الله ومختلف العلوم الشرعية والمتون. فالشيخ مسعود، وبالإضافة إلى تحفيظ كتاب الله، فإن مدرسته صارت تحيي مختلف المناسبات الدينية. ودأبت المدرسة منذ سنوات على تنظيم ملتقى قرآني أخذ يتطور شيئا فشيئا إلى أن نال المستوى الدولي، وهو يتزامن مع ذكرى وفاة العلامة الشيخ محمد بالكبير خلال شهر نوفمبر من كل سنة. ويحظى الملتقى باحتضان المجتمع المحلي برمته، وكذا أحباب ومريدي الزاوية والمدارس القرآنية، أين نشط هذا الملتقى شخصيات دينية ووطنية عالية المستوى من داخل الوطن وخارجه، بالإضافة إلى حضور ممثل وزير الشؤون الدينية والسلطات الولائية ومديري الشؤون الدينية لولاية ورقلة والوادي وتبسة والبليدة والولايات المجاورة، أما هذه السنة في طبعته الخامسة عشرة فقد ضم عشرات الوجوه الثقافية والدينية. الشيخ مسعود بالمسعود، أحد رموز دائرة الطيبات في ورقلة بل الجنوب الكبير، هو شيخ المدرسة القرآنية وزاوية أميه بن علي ببلدية النقر. وبعد دراسة الابتدائي والمتوسط وأداء الخدمة الوطنية شد الرحال إلى المدرسة القرآنية بأدرار أين تتلمذ على يد شيخه محمد بالكبير. فكان الفضل للمولى عز وجل ثم لشيخه محمد بالكبير بأدرار- رحمه الله- في حفظ كتاب المولى- عز وجل-، وختمه ودرس الفقه ومختلف العلوم الشرعية والمتون في مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات. وكان الشيخ مسعود من المقربين إلى الشيخ الفقيد محمد بالكبير، وهذا من خلال اجتهاده في حفظ كتاب الله وختمه، ومختلف المتون، حيث نال احترام وتقدير الشيخ محمد بالكبير، وهو ما زاد في اجتهاده في طلب العلم والخوض في أعماق مختلف العلوم الشرعية. وفي مطلع سنة 1984 عاد الشيخ مسعود إلى مسقط رأسه بقرية أميه بن علي ببلدية النقر، حيث أمره شيخه محمد بالكبير أن يعمر في مسقط رأسه أي قرية أميه بن علي ويؤسس المدرسة التي أصبحت من أكبر دور العلم والدين.