دعا المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن، المسلمين إلى الانخراط بجدية في محاربة الإرهاب وعدم الاكتفاء بشجبه وإدانته، وعبر عن أسفه لكون الذين يرتكبون مثل تلك الأعمال البشعة، يختفون تخلف ستار الدين. وقال كولن في مقال نشره عبر صفحات يومية "لوموند" الفرنسية في أعقاب الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس الشهر المنصرم: "وظيفتنا كمسلمين هي العمل جنبًا إلى جنب مع الجميع من أجل إنقاذ البشرية من ويلات هذا الإرهاب من ناحية، والسعي لإزالة هذه الوصمة السوداء الملقاة على وجه ديننا الناصع من ناحية أخرى". وأوضح مؤسس "الخدمة" الذي يتخذ من بنسلفانيا الأمريكية إقامة له أن الاعتداءات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، حتمت على المسلمين من علماء وعوام الناس، "رفض هذه الاعتداءات الوحشيّة التي يتم إظهارها وكأنها لها صلة بالدين ورفضها بلا قيد أو شرط"، لافتا إلى أن "الرفض والتنديد المجردين لن يكونا كافيين بعد اليوم، لاسيّما في هذه المرحلة التي نعيشها اليوم. بل يجب مجابهة أعمال الإرهابيين الذين يجندون الشباب في المجتمعات الإسلامية، بحنكة وحصافة، عبر تحالف يضم مؤسسات حكومية وزعماء دينيين ومنظمات مجتمع مدني". ومضى يقول: "أواجه صعوبة في العثور على كلمات للتعبير عن أسفي وحزني تجاه الأعمال الوحشية والهمجية التي يرتكبها تنظيم «داعش» والمجموعات الإرهابية الأخرى. حيث إن مبادرة هذه المجموعات إلى تنفيذ عمليات إرهابية ومن ثم إخفاء أيديولوجياتهم المنحرفة تحت ستار الدين تؤلمني بشدة، كما تؤلم مليار ونصف المليار مسلم". وشدد الداعية الإسلامي على ضرورة تجنب التمييز بين ضحايا الإرهاب على أساس أديانهم أو أعراقهم أو أفكارهم، وقال: "إنسانيتنا أهم بكثير من هويتنا العرقية أو القومية أو الدينية، ذلك أن المتضرر الرئيس من هذه الأعمال الوحشية هو الشخصية المعنوية للبشرية"، لافتا إلى أن من بين مظاهر تقدم الحضارة الإنسانية هو "مواجهه ألم كل إنسانٍ بالعطف". كما دعا كولن المسلمين إلى إعمال مبدأ "النقد الذاتي"، وتجنب السقوط في وهم صراع الحضارات ومستنقع "نظريات المؤامرة التي تمنعنا من مواجهة مشكلاتنا الذاتية كما هي ونحاسب أنفسنا على ما يبدر منّا مِن تصرفات"، وحث على تعليم الشباب "سُبل التعبير عن أفكارهم وآرائهم بالطرق الديمقراطية وتدريس قيمها".