يرفض بعض أطباء الاختصاص، بمستشفى محمد بوضياف بورقلة، المناوبة بالمرفق المذكور، ضاربين بتعليمات الوزير الأول عبد المالك سلال القاضية بوجوب ضمان المداومة والاعتناء بالمرضى وفحصهم، عرض الحائط، وهو ما لم يحدث لبعض الحالات، مما حرك عدة جمعيات لمطالبة هؤلاء الأطباء بالالتزام بأخلاقيات المهنة والحضور الإجباري إلى المستشفى وليس تشخيص حالة المرضى من بيوتهم عن طريق الهاتف. حادثة غريبة أصبحت تحدث بمستشفى محمد بوضياف مؤخرا، حيث يجري بعض أطباء الاختصاص الفحص للمرضى من منازلهم بالتنسيق مع الطبيب العام المناوب، دون الالتحاق بمصلحة الاستعجالات للوقوف، على حالة المرضى، الذين منهم من غادر الحياة، بسبب عدم تلبية الطبيب لدعوة المستشفى، والاكتفاء بتشخيص حالته ب "التليفون". وهي من السلوكيات التي باتت تتكرر وتكشفها شكاوي العديد من عائلات المرضى، على غرار وفاة امرأة منذ أسابيع بنفس المستشفى نظرا إلى تباطؤ الطبيب المناوب في فحصها، بعد مرور أكثر من 16 ساعة من المعاناة على السرير. وطالبت بعض الجمعيات وزير الصحة بالتدخل لإنهاء مهام الأطباء "المتمردين" وطردهم من المنازل الوظيفية، وتعويضهم بآخرين، في حالة بقاء الوضع على ما هو عليه. وحسب معلومات رسمية بحوزة "الشروق" فإنه يوجد زهاء 100 طبيب بذات الهيكل الطبي منهم 62 طبيبا مختصا، ورغم ذلك لا يزال البعض يتعامل مع المرضى على طريقة "أنا ومن بعدي الطوفان"، إما يرفضون الالتحاق بالمصالح الطبيبة دون تبريرات واضحة، أو تعمد التباطؤ إلى غاية وقوع الفأس على الرأس، وتدهور حالة المريض. والغريب أن الأطباء يقطنون سكنات داخل المستشفى لا تبعد عنه إلا بأمتار، ولعلها من بين الأسباب التي حركت عدة عائلات لرفع شكاوى جماعية ضد الأطباء، الذين يستفيدون من جميع الامتيازات ولا يؤدون واجبهم على أحسن وجه. ومن بين التخصصات المشتكى منها الأمراض الباطنية والجراحة العصبية والأمراض المعدية، ورغم أن بعض الحالات المرضية تستدعي تدخلا سريعا من طرف الطبيب المختص، غير أن ذلك لا يتم في الوقت المحدد. وحثت عدة شكاو رفعت إلى مدير الصحة، على وجوب التحرك عاجلا لإلزام الأطباء بضمان المناوبة بالمستشفى وليس البقاء في بيوتهم القريبة، وإعطاء الإرشادات الطبية وتشخيص حالة المرضى والتحكم عن بعد. وكشف مدير الصحة بورقلة ل "الشروق" بخصوص هذا الموضوع أن الظاهرة موجودة حقا وبعض الأطباء يرفض الالتحاق بمصلحة الاستعجالات. وأضاف نفس المسؤول: "لقد تلقينا شكاوى من موطنين، في هذا الشأن وأحلنا بعض الأطباء على مجلس التأديب لمعاقبتهم، كما أن إجراءات صارمة، سوف تتخذ لاحقا ضد كل طبيب مختص يرفض تلبية الدعوة ولا يضمن المداومة بصورة جدية. وفي سؤال "الشروق" عن عدم تلبية الطبيب لدعوة المستشفى وهي القضية التي أضحت تتزايد بشكل مقلق للمرضى في الشهور الأخيرة ولا سيما خلال العطل المدرسية، أوضح المدير أنه من المفترض على الطبيب المختص أن يلتزم بأخلاقيات المهنة، لاسيما أن التعامل مع المرضى يخضع للجانب الإنساني وليس العكس، علما أنه لا توجد عوائق وراء تمنع الطبيب من أداء واجبه كونه محلفا.