قال وزير الخارجية رمطان لعمامرة إن مشروع الشرطة الإفريقية (أفريبول) فكرة جزائرية تقترح على الأفارقة حلا إفريقيا لمشاكلهم الأمنية. وخاض لعمامرة في المقابلة التي جمعته بقناة "فرانس24" الفرنسية، الثلاثاء، بوهران، في الوضع الإفريقي والمغاربي والعربي، قدّم خلالها "حلولا جزائرية" للأزمات التي تعصف بالقارة الإفريقية وبالمنطقتين المغاربية والإفريقية. وأوضح الوزير لعمامرة بأن "أفريبول" ترمي إلى منح الأفارقة فرصة لبلورة حلول إفريقية لمشاكلهم وتحسيسهم وتحسيس غيرهم بنجاعة هذه الحلول. وأضاف أن هناك قوات افريقية جاهزة للأقاليم الخمس في القارة فضلا عن لجنة لأجهزة الاستعلامات والأمن تجتمع دوريا وترفع تقارير إلى قيادة الاتحاد الإفريقي لتقرر في الحلول الواجب اتخاذها أمام تفشي ظاهرة الإرهاب والجريمة العابرة في القارة. وبخصوص الاتفاق الليبي في المغرب، قال لعمامرة إن الجزائر بادرت وشجعت وباركت كل ه الخطوات للتوصل إلى مصالحة ليبية، وذكّر بأن الرئيس بوتفليقة بادر- منذ أكثر من سنة- إلى تشجع الليبيين على تغليب الحكمة والحوار بدل الاقتتال "لقد قلنا إننا نثق في عبقرية الشعب الليبي ووطنية الفعاليات الليبية وقدرتها على صنع مستقبلها بأيديها في وقت كان هناك من يصب الزيت على النار من داخل ومن خارج ليبيا". وأضاف "لقد قلنا للإحوة الليبيين أنهم إذا أرادوا أن يجتمعوا في الجزائر طول الدهر فأهلا وسهلا مع أننا نفضل أن يجتمعوا في وطنهم ويتوصلوا إلى اتفاق في وطنهم". وعن اليمن، قال إن الجزائر رفعت أفكارا بخصوص حوار يمني مبني على الحل السلمي والحوار وعدم التدخل في شؤون الدول وعلى الحل التوافقي، وأضاف "نأمل أن يتوصل اليمنيون إلى حل". أما عن الوضع في سوريا فقال "نحن مع الحل التفاوضي السلمي من خلال الحوار، نحن نشجعه منذ البداية، ففي سوريا كفاءات ونوايا حسنة تجعل الشعب السوري قادرا على تجاوز الأزمة ونأسف لتدمير هذا البلد الذي يعرف الجميع قيمة الميراث الثقافي، لكن هناك سنة الابتلاء وسيتغلب السوريون على هذه المحنة وسيسترجع مكاته في العمل العربي أكثر قوة". وأوضح لعمامرة أن الجزائر لديها "أسلوب وطني" في الديبلوماسية يقوم على "خدمة الآخرين دون استعمال ديبلوماسية مكبر الصوت.. لا نريد ان يُحتفى بنا على أساس قيامنا بواجبنا تجاه السودان أو الصومال أو أي دولة شقيقة، فالدبلوماسية الجزائرية موجودة على كل الجبهات وبمساهمات نوعية لحل الأزمات والخلافات وتقدّمه من منطلق أنه في مصلحتها أن يستتب الأمن في المحيط الإفريقي أو السياق العربي والمتوسطي".