مواجهة التهديدات الإرهابية باحترافية أجمع المشاركون في أشغال المؤتمر الأول لمنظمة «أفريبول»، أمس، على ضرورة تحقيق الأمن الإفريقي المشترك الذي تناشده الشعوب الإفريقية، وهو ما يتطلب إيلاء الأهمية اللازمة لأجهزة الشرطة في الدول الإفريقية، من خلال وضع خطط محكمة منسقة، والسعي وراء جعل جهاز الأمن الإفريقي يضاهي المؤسسات الأمنية الفعالة في الدول المتقدمة بزيادة فعالياته وجاهزيته لمواكبة التحولات الداخلية والخارجية ومختلف التهديدات الأمنية وعلى رأسها الإرهاب والتعامل معها بكل احترافية، بعيدا عن كل التدخلات الأخرى. وفي ندوة صحفية على هامش اختتام فعاليات أشغال المؤتمر الإفريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة، ترأسها كل من اللواء هامل عبد الغني المدير العام للأمن الوطني، وإسماعيل شرقي محافظ السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، أكدا فيهما على ضرورة تكثيف الجهود من أجل مجابهة مختلف التهديدات التي تواجه القارة السمراء من خلال تعزيز آلية أفريبول ومنحها كل الإمكانيات الضرورية لتفعيل عملها أكثر وتوسيع رقعة تبادل المعلومات من خلال التنسيق المحكم فيما بينها. وفي هذا السياق أوضح هامل، أن هذه الآلية ستشجع التعاون الشرطي الإقليمي وتعمل على تقريب وجهات النظر بين رؤساء الشرطة في مجال تقييم التهديدات وتحديد السياسات وتعزيز القدرات المؤسساتية الشرطية في ميدان التكوين والشرطة العلمية وإدارة أجهزة الشرطة التي تقوم على احترام حقوق الإنسان والعدل والمساواة وكذا تبادل الممارسات السليمة. وعن مقر «أفريبول» الذي تم تدشينه أول أمس من طرف وزير الداخلية نور الدين بدوي الواقع ببن عكنون بالعاصمة بحضور ممثلي أجهزة الشرطة الأفارقة، قال أن ترأسه سيكون بمشاركة ممثلين من 5 اتحادات جهوية للقارة الإفريقية. بدوره جدد شرقي، التزام الاتحاد بمساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في جهودها من أجل ضمان فاعلية «افريبول»، مع التشديد على نجاح أفريبول التي ستعتمد بشكل رئيسي على الملكية والقيادة الوطنية والدعم الفعلي من كل الدول الأعضاء حتى تتمكن من أخذ زمام الأمور بالسرعة التي تفرضها تحديات الساعة، حيث ستشكل فصاعدا هذه الآلية المستوى القاري لتواصل أجهزة الشرطة الإفريقية والتنسيق فيما بينها. كما أشاد، بالدور الذي ستلعبه «افريبول» بعد دخولها حيز التنفيذ وهذا في ظل التحولات العميقة والتحديات الأمنية الكبيرة التي تشهدها القارة الإفريقية، والتي تقتضى مواجهتها بمضاعفة الجهود من قبل أجهزة الشرطة لمختلف الدول من خلال مواكبة كل المستجدات والتطورات لتوفير الأمن والسكينة للمواطن وأجواء الاستقرار الضرورية لتحقيق برامج التنمية في البلدان القارة السمراء. وفي رد محافظ السلم والأمن للاتحاد الإفريقي عن سؤال حول الدور الذي تلعبه هذه الآلية في الأوضاع الأمنية غير مستقرة، أكد شرقي ان الوضع الليبي يتطلب تضافر كل الجهود الآنية من أجل توصل لبيا إلى حلول سلمي من خلال الاتفاق السياسي، مبرزا في هذا المقام أن آلية «افريبول» ستعمل جاهدة من أجل تدعيم الدول الإفريقية في التعامل مع مختلف الجرائم العابرة للحدود بكل معطياتها ومكوناتها حتى تلبي تطلعات القارة السمراء. وقد كرس هذا الاجتماع لتقديم ومناقشة الوثائق المعدة من قبل اللجنة بصدد اعتمادها وتمهيد الطريق نحو تفعيل افريبول والمتضمنة لمشروع النظام التأسيسي ومشروع المبادئ التوجيهية لبرنامج العمل ومشروع خطة العمل الثلاثية بالإضافة إلى مشروع الهيكل والهيكل المبدئي للأفريبول. كما تطرق الاجتماع إلى الأنشطة والسياسات الاتحاد الإفريقي المختصة بعنصر الشرطة في إطار عمليات نشر قوات دعم السلم ويشمل ذلك فريق الدعم الاستراتيجي للشرطة والذي يودي مهامه بتوجيه من اللجنة الفنية المختصة حول الدفاع و الأمن والسلامة وتعتبر هذه المسائل ذات صلة وثيقة ببرنامج أفريبول المستقبلي حيث وجب تنسيق الجهود بين كل من أفريبول.