أكدت عديد من العائلات في مراسلات ومكالمات تهافتت على مقر الشروق أن التلفزيون بشبكته البرامجية الفقيرة لهذه السنة يستهزئ بالمشاهد الجزائري، ذلك انه لا يعي ما يقدم ولأي جمهور. كما عبروا عن تذمرهم من مستوى الشبكة البرامجية التي لا علاقة لها بالمجتمع ولا بهمومه، فلا هي دراما ولا تراجيديا ولا كوميديا، وكانت سلسلة "سوسو ونونو" لمغرب فيلم القطرة التي أفاضت الكأس، لأنها - حسبهم - نسخة طبق الأصل عن سلسلة "فرانس 2". * بدأت ملامح الشبكة "الخرافية" تلوح في أفق ضيق جدا، لم يترك للجزائريين خيارا آخر في الإقلاع إلى "باب الحارة 3" أو "بنت من الزمن ده" أو "في أيد أمينة" أو... فقائمة الأعمال المحترفة عند أشقائنا وجيراننا كثيرة جدا وإن توزعت على الفضائيات لأسباب مادية، فإنها تجتمع في النهاية تحت سقف "الأعمال الهادفة"، لأنها من رحم المجتمع، لا من وحي الخيال، هذا الأخير كان المادة الخام للشبكة الرمضانية الجزائرية لهذا العام، فاخترق الخيال الكوميديا ليحط رحاله في ما يسمى - مجازا - أعمالا درامية. * كانت سلسلة "سوسو ونونو" التي تعرض حاليا على اليتيمة بعد توقيف "حال وأحوال" التي كلفت 4 ملايير، ".سوسو ونونو" المستنسخة عن سلسلة "جيرارد دو جاردان" في "فرانس 2" القطرة التي أفاضت الكأس والتي جعلت المشاهد الجزائري يخرج عن صمته ويعبر عن تذمره من مستوى شبكة رمضانية تزداد سوءا عاما بعد عام، رغم التطمينات والآمال التي ينسجها المسؤولون بعد انقضاء الشهر الفضيل. * فبعد أن أضحكت "عمارة الحاج لخضر" في بعض حلقاتها وسقطت "البذرة 2" في فخ البكاء المجاني وسرح ممثلو "قلوب في صراع" بخيالاتهم خارج مجتمعنا جاءت "عائلة الجمعي" و"سوسو ونونو" و"أشواك المدينة"، فلم يتغير المذاق ولا طعم السهرات الباردة التي لايزال "الزابينغ" ملاذها. ولو أن جعفر قاسم استطاع أن يحفظ ماء وجهه بالأسلوب الكوميدي الذي تبناه في "عائلة الجمعي" واحترافية الجانب التقني التي عودنا عليها. * هذا، واتصل البعض يسأل عن المسؤول على هذا التدهور الذي طال الممثل والأداء والسيناريو والإخراج، فلم يترك لهم شفاعة متحسرين على زمن "بلا حدود" و"أعصاب وأوتار" و"جحا"، على زمن كانت البساطة فيه تضحك الملايين. ونحن بدورنا نتساءل، لماذا لم نتوصل إلى إنتاج مشرف، رغم الإمكانات المتاحة؟ لماذا تنتحر طاقات ممثلينا وتلفظ أنفاسها في سيناريو تافه أو أمام عدسة كاميرا مخرج فاشل؟ لماذا يضعف الفنان الجزائري أمام نقود المنتج، فيلطخ مساره الإبداعي ؟ ترى هل سيعلن مركز الإحصاء عن 90 بالمائة كنسبة مشاهدة؟