تحظى ليلة رأس السنة الميلادية بمكانة خاصة عند غالبية المواطنين لذا يسعى أغلبيتهم لتمييزها عن باقي أيام العام، فهناك من يفضل استقبالها وسط أفراد العائلة، ومنهم من يحبذ السهر في الفنادق الشهيرة التي تتنافس على استقطاب أشهر الفنانين ونجوم الراي وتقديم أحسن الخدمات، وآخرون يفضلون السفر للدول الأوروبية أو حتى الشقيقة تونس للاحتفال ب "الريفيون" بعد أن قدمت هي الأخرى عروضا متميزة جدا. لقيت العروض التي أعلنت عنها مختلف الوكالات السياحية والفنادق بتونس إقبال العديد من المواطنين المتعطشين لاستقبال السنة الميلادية الجديدة في أجواء مميزة، بعد أن خيّم الحداد على جميع مدن وولايات الوطن، وألغيت الاحتفالات المخصصة لذلك إثر وفاة الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد، واستقدمت معظم عروض "الريفيون" في تونس السواد الأعظم لانخفاض أسعارها، حيث تتراوح مابين 15 و30 ألف دينار جزائري على حسب مدة الإقامة والفندق الذي سيتم الاحتفال به، ومع أن الهواجس الأمنية كانت أكبر مخاوف الوكالات السياحية إلا أنها عملت على تقديم تخفيضات مميزة جدا، شجعت غالبية الشباب والعائلات على تحدي مخاوفهم، واختاروا السفر إليها، إما على متن سياراتهم أو ضمن الرحلات المنضمة من قبل الوكالات السياحية. وفي الوقت الذي فضل فيه الكثيرون مغادرة أرض الوطن في هذه المناسبة، ارتأت ثلة أخرى من المواطنين الاحتفال في الفنادق، فقد أعلنت معظم الفنادق 5 نجوم وأقل، عن برنامجها الخاص بهذه الليلة، والذي سيحييه نجوم الأغنية الرايوية ويقدم فيه عشاء مميزا يصل سعر أقل سهرة ل 8 آلاف دينار، فيما يتجاوز هذا المبلغ في الفنادق الفاخرة مع تخفيضات هامة بين 30 و50 بالمائة للعائلات، ومن خلال جولتنا في بعض الفنادق بالعاصمة شاهدنا استعداداتهم لليلة الكبرى، فقد نصبت عند مداخلها أشجار الصنوبر وزينتها بالأضواء والكرات الملونة. ولأن فئة الشباب هي الأكثر احتفالا برأس السنة الميلادية، اقتربنا من أحد الشباب من المرادية، يعمل في بنك خاص، واستفسرناه حول طريقته للاحتفال بهذه السنة، حيث صرح لنا بأنه في السنوات الماضية اعتاد على السفر لفرنسا لقضاء فترة نهاية السنة هناك، غير أنه وبعد تفجيرات باريس واجه صعوبة في الحصول على التأشيرة "الفيزا"، لتتحول وجهته هذه المرة إلى تونس، حيث سيسافر رفقة أصدقاءه لقضاء "الريفيون" وعطلة نهاية الأسبوع ثم يعود مباشرة، فيما برر أحد الشباب عدم سفره للخارج بارتفاع قيمة اليويو ف 100 أورو ب 18 ألف دينار، وهذا المبلغ لا يكفيه حتى لتناول العشاء، لذا سيحييه في أحد الفنادق بنصف المبلغ ويعيش نفس الأجواء في وهران، أما معظم شباب ساحة الشهداء فقد بدا الحزن ظاهرا على محياهم بعد أن ألفوا انتظار السنة الجديدة في الساحة المقابلة للبريد المركزي والاستمتاع بالألعاب النارية والأغاني، إلا أن الحداد هذه السنة سيلغي جميع الاحتفالات.