الأزمة المالية لا تمس أصحاب الشكارة ميسورون يحيون الريفيون بأموال طائلة * حجوزات بالملايين في الفنادق وسفر إلى الخارج تعيش الطبقة الاجتماعية هذه الأيام على صفيح ساخن والسبب أنها تنتظر حلول السنة الجديدة التي تعد بالكثير من التغييرات على المستوى الاقتصادي والسبب انخفاض أسعار البترول والجدير بالذكر أن المؤسسات المنتجة للمواد الغذائية الجزائرية ستقوم برفع الأسعار بنسبة 10 بالمائة بدءا من الأحد المقبل وهو ما يعني أن سنة 2016 ستكون سنة صعبة وعلى جميع الأصعدة على الجزائريين ولكن من جهة أخرى والمثير للانتباه أن هناك فئة أخرى من المواطنين لا يهتمون بكل هذه التطورات وينتظرون ليلة رأس السنة الجديدة بفارغ الصبر من أجل الاحتفال بها منفقين أموالا طائلة في ذلك. عتيقة مغوفل كثر الحديث هذه الأيام عن احتفالات رأس السنة الميلادية والتي تقام عادة من أجل استقبال سنة جديدة وهو الأمر الذي جعل العديد من الناس يضعون مخططات متنوعة من أجل إحياء المناسبة مع أنها من الأمور المحرمة شرعا لما فيها من تشبه باحتفالات الغرب إلا أن العديد من المواطنين لا يأبهون لذلك ويعدون العدة من أجل الاحتفال رغم أن الاحتفالات هذه السنة لها وضع خاص بسبب الأزمة الاقتصادية والضائقة المالية الكبيرة التي تعصف بالبلاد عامة وبالطبقة المحدودة بشكل خاص وقد حاولت(أخبار اليوم) الوقوف على بعض البرامج الاحتفالية لأصحاب الشكارة من جهة والمواطن البسيط من جهة أخرى. 20 ألف دينار للاحتفال في الفنادق الفخمة عادة ما يفكر أصحاب الجاه ورجال المال والأعمال في سهرات خاصة من أجل قضاء ليلة الريفيون التي عادة ما يبدأ التفكير في مكان قضائها منذ بداية شهر ديسمبر وبما أن الشكارة متوفرة لا يتم التفكير أبدا في السعر ومن بين الأماكن التي تحبذ هذه الطبقة قضاء ليلتها فيها الفنادق الضخمة المتواجدة بالعاصمة والتي عادة تقيم سهرات خاصة وبرامج متنوعة بالمناسبة وحتى نعرف كيف تنظم هذه الأماكن تلك السهرات قامت (أخبار اليوم) بالاتصال بأفخم فنادق الجزائر من أجل الوقوف على الموضوع وأول فندق اتصلنا به أخبرنا المسؤول عن الحجوزات أنه تم تخصيص ثلاثة مطاعم في الفندق من أجل الاحتفال بليلة (الريفيون) المطعم الأول يقدم 6 أطباق وسهرة فنية ب10 آلاف دينار جزائري للشخص الواحد أما المطعم الثاني يقدم فيه أكل فرنسي ب7 أطباق وفيه سهرة فنية ب14 ألف دينار جزائري للشخص الواحد في حين المطعم الثالث خصص للطبخ الجزائري ب8 أطباق مع سهرة خاصة ب15 ألف دج للشخص الواحد هذه الأسعار التي سمعناها جعلتنا نصاب بالذهول فربطنا اتصالا هاتفيا آخر بفندق ثان وهناك أخبرنا أنه سيتم تنظيم حفل فني ساهر إلى غاية بزوغ الساعات الأولى من فجر اليوم الموالي ب21 ألف دينار جزائري للشخص الواحد أما الفندق الثالث الذي اتصلنا به فقد أخبرنا أنه تم تخصيص حفل فني ساهر ل80 شخصا ب18 ألف دينار جزائري للفرد الواحد ولكن المكلفة بالحجوزات أخبرتنا أنه تم حجز جميع الأماكن منذ حوالي أسبوع ولا مكان شاغر لتطلب منا هذه الأخيرة تأجيل الاحتفال بالفندق السنة المقبلة وما علينا سوى الحجز بداية شهر ديسمبر حتى نحظى بمكان للاحتفال. بعد الاتصالات الهاتفية التي ربطناها بالفنادق الثالث المتواجدة بالعاصمة وبعد أن سمعنا الأسعار أصبنا بالذهول من الفوارق الاجتماعية الكبيرة التي يعيشها الشعب الجزائري فشخص يعيل أسرته ب20ألف دج طوال أيام الشهر وآخر يقضي بها ليلة ماجنة احتفالا ب(الريفيون) في فندق فخم والأزمة المالية تعصف بالبلاد. السفر وجهة البعض لقضاء الريفيون وعلى ما يبدو هناك فئة من الناس من تقدس وإلى حد كبير الاحتفال بليلة (الريفيون) وتجعل لها شأنا عظيما لدرجة أن البعض يفكر في قضائها خارج البلاد وحتى نتحقق من الأمر قامت(أخبار اليوم) بربط اتصالات هاتفية ببعض وكالات السياحة والأسفار المتواجدة على مستوى الجزائر العاصمة وأول وكالة اتصلنا بها واقعة بشارع ديدوش مراد أوهمنا العاملة بها أننا أردنا أن نحجز من أجل السفر إلى تونس وذلك من أجل قضاء ليلة (الريفيون) فردت علينا هذه الأخيرة أن أبواب الحجز لم تغلق بعد ومازالت هناك أماكن شاغرة عدنا وسألنا العاملة بالوكالة عن الأسعار فردت علينا أن الأسعار هذه السنة في متناول الجميع مقارنة بالسنوات الماضية فقضاء أسبوع في تونس من أجل الاحتفال ب(الريفيون) يكلَف الشخص مبلغ 50ألف دينار جزائري إذا ما سافر في الطائرة في حين إذا فضل السفر عبر الحافلة فإنه يدفع فقط مبلغ 30 ألف دج وقد أردنا أن نستفسر عن أسباب تدني الأسعار مقارنة بالسنة الماضية فردت علينا العاملة أنها راجعة لتردي الوضع الأمني في تونس التي فقدت الكثير من السياح بها خصوصا بعد حادثة متحف باردو في الصائفة الماضية. ولكن وحسب موظفة الوكالة فإن تونس اليوم أصبحت موضة قديمة للاحتفال ب(الريفيون) وقد أصبح الشباب يفضلون الاحتفال في أنقرة العاصمة التركية وبلاد (مهند) و(يحيى) وغيرهما من أبطال المسلسلات التي خطفت قلوب وعقول الجزائريين والتي أصبحت تعرف إقبال الكثير من الشبان عليها فقضاء أسبوع فيها يكلف الشخص الواحد 100 ألف دج وتضمن له الوكالة الإقامة في أحسن الفنادق مع خدمات مميزة. وآخرون يختارون الجنوب الجزائري للاحتفال من جهة أخرى ربطت(أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بوكالة سياحية أخرى متواجدة بالجزائر العاصمة وهذه الأخيرة كانت لها عروض أخرى خاصة بليلة (الريفيون) فقد برمجت العديد من رحلاتها نحو الجنوب الجزائري والجدير بالذكر أن السياحة الصحراوية قد عرفت انتعاشا كبيرا في السنوات الأخيرة خصوصا بعدما عرفت البلاد استقرارا في الأوضاع الأمنية وحسب موظف الوكالة فقد بلغ سعر رحلة من الجزائر العاصمة إلى بشار لمدة أسبوع من أجل الاحتفال بليلة رأس السنة في (تاغيت) 35 ألف دينار جزائري أما أسبوع في غرداية فيكلف صاحبه 20 ألف دينار مع سهرة من التراث للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية. أما واحات تيميمون الحمراء المشهورة عند كامل الجزائريين فقضاء أسبوع فيها يكلف الفرد 42 ألف دينار جزائري وحسب موظف الوكالة فالكثير من العائلات الجزائرية حجزت من أجل إحياء ليلة الريفيون في الجنوب وذلك تزامنا مع العطلة المدرسية الشتوية للأطفال. الريفيون فأل عند الزوالية بعد أن عرفنا الكيفية التي سيقضي بها أصحاب الشكارة ليلة (الريفيون) أردنا أن نعرف كيف ستقضي الفئة الأخرى من المجتمع الجزائري أي (الزوالية) ليلة رأس السنة الجديدة لذلك نزلت(أخبار اليوم) إلى حي باب الوادي الشعبي كأقدم حي في الجزائر العاصمة وقابلنا فيه السيدة (نعيمة) التي تبلغ من العمر 43 سنة هذه الأخيرة متزوجة وأم لخمسة أطفال سألناها كيف ستقضي(الريفيون) هذه السنة فتبسمت السيدة (نعيمة) من قولنا وردت علينا (أنا لم أحتفل بالريفيون خارج بيتي في حياتي فما أقوم به إعداد وجبة العشاء لأبنائي وشراء التراز -وهو -خليط من الحلويات كفأل لا أكثر ولا أقل).