حاصر، أمس الثلاثاء، عدد من الشبان، جلهم حاملو شهادات جامعية في عدة تخصصات بترولية، الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، الذي نزل في زيارة مفاجئة، إلى حاسي مسعود للاجتماع مع إطارات الشركة وفروعها، حيث كان رفقة عدد من إطارات الشركة يتقدمهم مدير الإنتاج بالمديرية العامة. وطوق الشبان في شكل دروع بشرية الأبواب الرئيسية بالمديرية الجهوية سوناطراك، الواقعة بوادي إرارة، 15 كلم عن عاصمة النفط. ومنعوا مغادرة المسؤول. وطالبوا بمقابلته للاستفسار عن مصير المسابقة الوطنية، التي تم تنظيمها قبل شهورا، في معهد بومرداس، في مناصب إطارات مسيرة، غير أن نتائجها لم تظهر إلى حد الساعة، رغم أن نظراءهم في وهران وسكيكدة تم استدعاؤهم إلى مباشرة العمل. وهو ما زاد من امتعاض "شومارة" ورقلة . وتدخلت مصالح الدرك الوطني لتفريق الشبان، في حين تمكن الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك من الانفلات منهم والالتحاق بمطار كريم بلقاسم حاسي مسعود، عائدا إلى العاصمة دون الاستماع إلى إنشغالات هؤلاء. وحسب تصريح عدد منهم ل "الشروق"، فإنهم تحصلوا على معلومات تفيد بأن شركة سوناطراك وظفت أشخاصا آخرين بدلا عنهم من ولايات أخرى بطرق ملتوية. بالمقابل، تم إقصاؤهم من مناصب نوعية، وضرب تعليمة الوزير الأول عبد المالك سلال القاضية بأولوية التشغيل عرض الحائط. ورغم الاحتجاجات السابقة التي نظموها أمام مقر الشركة بالعاصمة وحاسي مسعود، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد بخصوص المسابقة التي نعتت نتائجها ب "الغامضة"، وهو ما يوحي حسب قولهم بالتستر على المناصب الكبيرة، والإعلان عن عروض العمل في مناصب عادية لكن بشروط تعجيزية هي الأخرى. وذكر المحتجون أنهم لم يطالبوا بسوى مقابلة المسؤول الأول عن شركة سوناطراك لشرح الطريقة التي وزعت بها المناصب. وتساءل هؤلاء ل "الشروق" عن الفائدة من فتح تخصص للبترول بجامعة ورقلة، وتخرج مئات الطلبة سنويا، لكن بلا مناصب عمل، رغم أنهم يخضعون لتربصات ميدانية في الشركات البترولية أثناء فترة الدراسة، في نفس التخصص بناء على اتفاقية جماعية بين الجامعة والشركات النفطية، التي تتنصل من مسؤوليتها بمجرد انتهاء مدة التربص، في حين يواجه المئات منهم مصيرا مجهولا بمجرد مغادرة مقاعد الدراسة وكذا ورشات التربص بذات الشركات.