يعاني سكان بلدية مسيسنة بدائرة صدوق في ولاية بجاية، من جملة من المشاكل بسبب غياب المشاريع التنموية منذ الاستقلال، رغم أنها تعد من أفقر بلديات بجاية، كما أن المنطقة تمتاز بتضاريس جبلية وعرة، ما استحال على السلطات المحلية إنجاز المشاريع ومرافق حيوية بها في ظل غياب الوعاء العقاري المناسب. وفي ظل البؤس والحرمان لم يجد سكان قرى كل من ايعزوزن، ايغيل ملولن، ايغيل اوعنتر، الواقعة بجبال سيدي سعيد ببلدية مسيسنة من وسيلة لتطليق المعاناة سوى اختيار الهجرة الجماعية كحل ينسيهم الحياة البدائية التي كانوا يعيشونها ويتكبدونها على مر السنين، في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة مقابل سياسة الصمت التي اتبعتها السلطات المحلية. وخلال جولة استطلاعية قادتنا إلى قرى البلدية تبين أن معظم المساكن قد تخلى عنها أصحابها ليستقروا في المدينة بحثا عن ظروف معيشية أفضل، وهو ما أكده أحد سكان قرية ايعزوزن أن المرشحين للهجرة هم أكثر عددا من أي وقت مضى، في وقت هم بحاجة ماسة للعمل ولضمان حياة كريمة، ويقول مقيم آخر بقرية اغيل اوعنتر أن منطقتهم تفتقر لمرافق الصحية والتعليمية وغالبا ما تكون بعيدة، لا يمكن الوصول إليها بذلك، بالإضافة إلى غياب شبكة الصرف الصحي واهتراء الطرقات، حيث يستحيل على السكان العيش في مل هذه الظروف. وأرجع مسؤول محلي بالبلدية أسباب تعطيل المشاريع هو مشكل غياب الوعاء العقاري ما استحال عليهم إنجاز المرافق الحيوية والصحية والتعليمية، حيث أن معظمها مجمدة في انتظار دراسة جادة للبحث عن وعاء عقاري يتناسب مع المشاريع. وفي انتظار التفاتة جادة للمسؤولين المحليين، يأمل سكان القرى الريفية لبلدية مسيسنة بإنجاز المشاريع التنموية من شأنها إخراجهم من دائرة التخلف والتي ستحسن الإطار المعيشي لهم.