قال موقع الجزيرة نت، السبت، أن الميليشيات الشيعية في العراق شددت حصارها لليوم الخامس على التوالي على مدينة المقدادية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، ومنعت القوات الأمنية من الاقتراب أو الدخول إلى المدينة وفق مصادر أمنية في مدينة بعقوبة مركز المحافظة. وقد وصفت المرجعية الشيعية الحصار الذي تفرضه الميليشيات على المقدادية بأنه أعمال إرهابية ستكون لها تداعيات خطيرة على السلم الأهلي في البلاد، من جانبها حملت هيئة علماء المسلمين الحكومة مسؤولية جرائم تلك الميليشيات. ولا تزال المقدادية ترزح تحت حصار وتعتيم إعلامي فرضته يمليشيات طائفية استباحت المدينة منذ أيام، وعاثت فيها قتلاً وحرقاً دونما أي رادع من قبل الحكومة وقواتها الأمنية. وتشير المعلومات المسربة من داخل المدينة إلى تنفيذ عناصر الميليشيات إعدامات بحق المدنيين، حيث قتلت طبيباً أمس (الجمعة)، دخل المقدادية لتفقد أوضاع عائلته، بينما تتولى مجموعات أخرى عمليات الاعتقال والتهجير بحق السكان. وتحدثت مصادر عسكرية عراقية عن عدم تمكن القوات الأمنية من دخول المقدادية أو حتى الاقتراب منها، بسبب الطوق الذي تفرضه المليشيات عليها، بعد قطعها الكهرباء وخطوط الهاتف وشبكة الإنترنت. ورغم اعتبار المرجعية الشيعية في العراق ما يجري في المقدادية "أعمالاً إرهابية"، فإن المدينة ما تزال معزولة عن العالم بشكل شبه كلي. وقال المرجع علي السيستاني في خطبة الجمعة، التي ألقاها ممثله الشيخ عبد المهدي الكربلائي وبثها التلفزيون الرسمي "شهدت مدينة المقدادية في محافظة ديالى قبل أيام أعمالاً إرهابية واعتداءات مؤسفة على عدد من المساجد ومنازل المواطنين، مما له تداعيات خطيرة على السلم الأهلي والعيش المشترك لأبناء هذا الوطن، وإننا إذ ندين بشدة هذه الاعتداءات نحمل القوات الأمنية الحكومية مسؤولية المنع من تكرارها".
مسؤولية المرجعية لكن الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق مثنى حارث الضاري حمل المرجعية الشيعية جزءاً كبيراً من المسؤولية عما تتعرض له المدينة، وقال إن ما يجري فيها ليس جديداً، بل هو المألوف في محافظة ديالى منذ سنوات. وأكد الضاري لقناة الجزيرة القطرية، أن الجديد هذه المرة هو سيطرة ميليشيات الحشد الشعبي على المدينة "وعزلها والقيام بعمليات إجرامية وانتقامية بحجة الثأر لقتلى وقعوا في انفجار بمقهى بأحد أحياء المدينة". ولفت إلى أن تصريحات المرجعية الشيعية تأتي في سياق التخفيف من عمق المشكلة التي تحصل بالمقدادية في ظل غياب سلطة حقيقية للدولة هناك، محملاً المرجعية الشيعية جزءاً من المسؤولية لكونها هي التي دعت إلى الحشد الشعبي في إطار ما يسمى الجهاد الكفائي، وما تبعه من "تسيب لهذه القوات وهيمنتها على المشهد وإبعادها للقوات الحكومية". وشهدت سبعة مساجد للسُّنة على الأقل وعشرات المتاجر في المقدادية هجمات، يوم الثلاثاء الماضي، بعد يوم من مقتل 23 شخصاً في تفجيرين في المدينة تبناهما تنظيم الدولة اٍلإسلامية (داعش). وعلى وقع الخطوات المتسارعة للأحداث في المقدادية، عبر رئيس الوزراء حيدر العبادي عن استغرابه لما يجري فيها، فهو لم يتمكن من دخول المقدادية الخميس، ومن قبله رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، لكن العبادي وعد بتحرك عسكري يجري التحضير له حالياً، ورجح قادة عسكريون إرسال قوات من الجيش إلى المدينة قريباً.