تلاميذ احدى المدارس بالعاصمة "قد لا تصدق صور التلاميذ الصغار الذين يظهرون في الصورة وهم يفترشون الحصير من البلاستيك في عز أيام البرد - خلال الدخول المدرسي الحالي -.. وقد تندهش حينما تعرف أنها بالعاصمة الجزائرية، وبالضبط بمدينة الرغاية الغنية من ناحية المداخيل بحكم وقوعها بالمنطقة الصناعية.. والأغرب أنها تضم مؤسسة لصناعة التجهيزات والأثاث المدرسي". * أولياء التلاميذ يناشدون وزير التربية التدخل العاجل لدى السلطات المحلية * * أهملت السلطات المحلية ضمان التجهيزات المدرسية، رغم وجود غلاف مالي خاص بالتجهيزات من كافة النواحي بداية بالكراسي الفردية، وصولا إلى الطاولات الفردية والسبورات.. علما أن وزارة التربية الوطنية، تخصص مع كل موسم دراسي جديد غلافا ماليا معتبرا لتغطية النقائص، حيث انطلق الموسم الدراسي 2008/2009، من دون استلام الطاولات والكراسي اللازمة لأقسام التحضيري والمثال موجود ب 25 مدرسة بالرغاية، والتي تنعدم بها تجهيزات الأقسام التحضيرية ويدرس باقي التلاميذ لكامل الطور، على طاولات منتزعة البراغي ومن دون لوحة استناد الظهر، ومنعدمة الرفوف. * وقد عاينا خلال جولة عبر عدد من مدارس الرغاية أكبر مدينة من ناحية التعداد السكاني بالعاصمة، وضعيات مختلفة للإهمال الذي تفرضه المجالس البلدية المنتخبة، بترك الأثاث المدرسي من دون متابعة وصيانة، حيث يجلس بعض البراعم الصغار على طاولات من دون كراسي على أعمدة حديدية، وآخرون يتكئون على أعمدة حديدية كذلك، وآخرون من دون مستند ظهر، كما توجد طاولات ألواحها غير مثبتة بالبراغي، حيث أفادتنا إحدى المعلمات أن تلميذة تعرضت لإصابة في عينها نتيجة ارتفاع مستطيل الطاولة بعد اتكاء أحد زملائها على الطرف الآخر منها. * وفي ذات السياق، تؤكد المراسلة الوزارية التي وقّعها مدير التعليم الأساسي بتفويض من الوزير، أبو بكر بن بوزيد، والتي تحمل رقم 30/0.3.2/2008، وهي عبارة عن مدونة الأثاث والوسائل التربوية الخاصة بالتربية التحضيرية - نمتلك نسخة منها - ضرورة توفير الحد الأدنى من الوسائل والتجهيزات "قصد اعتمادها في تجهيز أو إعادة تجهيز الأقسام"، وذلك للسماح للمتمدرسين بتحصيل علمي بيداغوجي جيد. * ومن مجمل ما تشير إليه المراسلة، كراسي فردية، طاولات فردية، لوحة ملصقات بإنجازات الأطفال، بساط أو زربية تستخدم لغرض راحة التلاميذ، خلال الفترة المسائية بعد ساعات من التدريس - وليس كوسيلة لجلوس التلاميذ بغرض الدراسة، طول ساعات النهار، وعلى أرضية تشتد برودة قد تؤثر سلبا على صحة التلاميذ الصغار. * وقال عدد من الأساتذة الذين التقيناهم أن المنتخبين المحليين أغفلوا متابعة التأثيث الخاص بالمدارس، ما سمح بإيجاد أقسام تحضيرية ببعض المدارس الابتدائية، من دون تجهيزات مدرسية لازمة وكافية. * من جهتهم، فقد رفع أولياء التلاميذ بمدينة رغاية شرق العاصمة، من خلال "الشروق اليومي"، شكوى لوزير التربية للتدخل العاجل لدى السلطات المحلية، من أجل إرغام ذات الهيئات على الالتزام بتجهيز المدارس بالوسائل التربوية الضرورية، حسب ما هو مسطر في المراسلة، وفي الآجال المتفق عليها قانونا، والتي كانت مقررة عشية الدخول المدرسي. * البلدية: لدينا فائض في الطاولات؟ * على صعيد مخالف، حاول النائب الأول بالمجلس الشعبي البلدي للرغاية، السيد عزيزي، المكلف بعملية تأثيث المدارس التعليمية، تجاهل الوضعية وتكذيب ما نقلناه إليه، حيث قال إن كل المدارس مجهزة، وأضاف "لدينا طاولات بالفائض في عدة مدارس"، غير أنه اعترف عند إصرارنا على حقيقة الوضع، بأنهم سجلوا عجزا ونقصا في أقسام التحضيري، وأوضح أن المشكل سيحل لاحقا، مفيدا "يومان أو ثلاثة ستحل البلدية الإشكالية"، وعند سؤاله عن حجم الإمكانات التي تتوفر عليها البلدية قال "رغاية تمتلك فائضا في الطالاوت"، وأضاف "الطاولات متواجدة منذ العام الماضي، وقمنا بترميم حوالي 22 قسما تحضيريا، هناك معايير جديدة مثل كرسي فردي وطاولة فردية، بمعدل 30 طاولة في القسم التحضيري، حسب توصيات الدولة". * مدرسة "بربر" لمن استطاع إليها سبيلا * أفادت مصادر مطلعة أن جل أبناء المنتخبين و"الواصلين" ببلدية الرغاية يدرسون بمدرسة مصطفى بربر، وهي مدرسة مجهزة وبها مطعم، يخفف عن الأولياء صداع تنقل أبنائهم يوميا لحاجة الغذاء، وقد عبر مصدرنا عن الوضعية "بربر لمن استطاع إليها سبيلا". * وزير التربية للشروق * "سنعاقب مديري المدارس ممن لم يبلغوا عن نقص التجهيزات" * تجهيز المدارس من صلاحيات "الأميار" * * قال وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد في تصريح للشروق اليومي إن مسؤولية تجهيز المدارس التربوية من صلاحيات رؤساء البلديات، مؤكدا أن وجود أي نقص لمختلف التجهيزات المدرسية وعلى رأسها الكراسي والمكاتب وسكوت مديري المدارس عنها وعدم تبليغهم لمديريات التربية حتى تبلغ هذه الأخيرة رؤساء البلديات، يستدعي معاقبة مديري المدارس ممن لم يبلغوا. * وأكد وزير التربية الوطنية أن قرار تجهيز المدارس وإن لم يكن من صلاحيات وزارة التربية الوطنية إلا أنها تتابع كل صغيرة وكبيرة فيما يخص هذا المجال، وذلك لأنه يدخل في إطار ضمان كل وسائل التعليم داخل كل مدرسة، ولا يوجد فرق بين الجزائر العاصمة وأقصى مدرسة في أي ولاية صحراوية. كما قال أبو بكر بن بوزيد إن وزارة التربية الوطنية تكلف رؤساء البلديات بتجهيز الإبتدائيات بمختلف الآثاث المدرسي، وان رؤساء البلديات يحاسبون بدورهم عن ميزانية التجهيز لهذه المدارس. وأكد أن مسؤولية كل قسم داخل أي مدرسة يعود على عاتق المديرين الذين تسند لهم مهمة تبليغ مديريات التربية والتي ترسل بدورها طلب تجهيز هذه المدارس. وقال الوزير إنه حتى في حالة عدم وجود مبالغ مالية كافية لرؤساء البلديات لتجهيز المدارس، الوزارة بحد ذاتها تتدخل لتسوية وضعية المدارس التي لا توجد بها كراسي أو مقاعد للتدريس، قائلا إن هناك حالات نادرة لتلاميذ يتمدرسون على الحصائر، أو وجود تلميذين على مقعد واحد. * أما فيما يخص الإجراءات المتخذة ضد مديري التربية ممن لم يبلغوا عن وجود نقص في الآثاث، قال الوزير إن هناك إجراءات عقابية ضد هؤلاء، وحتى رؤساء البلديات من صلاحياتهم مراسلة وزارة التربية باعتبارها المسؤول الأول عن القطاع وتبليغه بهذا المشكل.