قال محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، والمدير العام لديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، سامي حسين بن شيخ، الثلاثاء، إن مطالب الديوان بحقوقه لدى القنوات الخاصة التي تستغل المصنفات الأدبية والفنية دون ترخيص لا تعتبر "تضييقا على الحريات"، مؤكدا أن هيئته تمارس نشاطها في إطار قانوني وتسعى لحفظ حقوق الفنانين وذويهم وهو الهدف الذي أنشئت لأجله. ولدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الأولى، أوضح بن شيخ، أن الديوان راسل القنوات الخاصة منذ 3 سنوات لتسوية وضعيتها تجاه الديوان فيما يتعلق باستغلال المصنفات الفنية والأدبية وبثها دون ترخيص من الديوان، مؤكدا أن القانون الجزائري يشترط ترخيصا من الديوان الوطني لحقوق المؤلف ودفع الأتاوات الخاصة باستغلال هذه المصنفات ومنحها لأصحابها من مؤلفين وفنانين، مشيرا إلى أن مؤسستي التلفزيون الإذاعة الوطنية بكل قنواتها الجهوية والمحلية تدفع حقوق بث هذه المصنفات الأدبية والفنية سواء عن طريق الومضات الإشهارية أو عن طريق البث المباشر لديوان المؤلف والحقوق المجاورة للديوان. وأكد مدير ديوان حقوق المؤلف، أن هيئته لا تهمها الوضعية القانونية لهذه القنوات وقضية منحها الاعتماد التي تتجاوز صلاحية الديوان، بقدر اهتمامه بالمؤلفين والفنانين واسترجاع حقوقهم في ظل استغلال إنتاجهم الأدبي والفني من قبل هذه القنوات التي تمارس نشاطها داخل الإقليم الجغرافي الجزائري وتوجه برامجها وإنتاجها الإعلامي نحو المجتمع الجزائري، مشيرا إلى مؤسسات دولية كشركة غوغل التي تبث عبر اليوتيوب وتخضع للقانون الأيرلندي إلا أنها أوقعت عقدا لاستغلال كل الفيديوهات والأغاني الجزائرية عبر اليوتيوب مع ديوان حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وتدفع اشتراكاتها دون أي إشكال، فكيف بقنوات أصحابها جزائريون تستغل مصنفات أدبية وفنية لدحمان الحراشي أو رويشد أو الحاج العنقى ولا تدفع أي سنتيم للديوان - يتساءل بن شيخ-. وأضاف بأن القائمين على هذه القنوات يتعمدون ذلك، حيث تم الاتصال بهم ومراسلتهم للمطالبة بحقوق الديوان الوطني للمؤلف بطريقة ودية وتم إخطارهم في أكثر من مناسبة باستغلالهم غير القانوني لأغاني وسكاتشات الفنانين الجزائريين إلا أنه لا حياة لمن تنادي –يقول بن شيخ-.
"تلقينا شكاوى من بلدان أجنبية وسفراء" واتهم المتحدث القنوات الخاصة بالقرصنة مادام أنها تستغل المصنفات الفنية دون ترخيص، مؤكدا أن هيئته ستطرق أبواب الدول التي تخضع هذه القنوات لقانونها وحتى المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية للمطالبة بحقوق الديوان واحترام القانون، مٌذكرا أن حقوق الديوان لدى هذه القنوات تبلغ حوالي 50 مليار سنتيم على الأقل. وأوضح أن هذا المبلغ يمثل جزءا يسيرا من حقوق الديوان الذي يقدم تسهيلات كبيرة ويتغاضى عن حقوقه لدى مالكي القنوات الجديدة التي تعرف وضعية مالية حرجة، غير أن الديوان يطالب بحقوقه حينما تستقر هذه القنوات ماليا وبصفة تدريجية، فمبلغ ال 50 مليار سنتيم يمثل حقوق الديوان طيلة الخمس سنوات الماضية لدى كل القنوات الخاصة دون استثناء. وأشار بن شيخ إلى تلقي شكاوى عديدة من دول عربية وبعض السفراء عن قنوات خاصة تبث مسلسلات وأفلام أجنبية مقرصنة، وهو ما من شأنه أن يخلق مشاكل للجزائر في علاقاتها الدولية وتشويه صورة الجزائر لدى البلدان المنتجة لهذه المسلسلات والأفلام، في ظل الجهود التي تبذلها السلطات لاحترام حقوق الملكية الفكرية.
"الديوان يدافع فقط عن المنتسبين إليه" وبخصوص الفنانين الجزائريين الذين يعيشون أوضاعا مزرية وصلت بهم الحد إلى التسول على غرار بقار حدة، رغم البحبوحة المالية للديوان الوطني لحقوق المؤلف، أوضح بن شيخ أن هيئته تتكفل فقط بالفنانين والمؤلفين المنخرطين وأن هؤلاء الفنانين لم يصرحوا ولم يسجلوا أعمالهم الفنية لدى الديوان للاستفادة من الخدمات التي يقدمها كالتغطية الاجتماعية والتكفل بعوائل الفنانين المتوفين، مشيرا إلى أن الديوان يخصم 10 بالمائة من حقوق التأليف والإنتاج الفني والأدبي يسخرها في خدمة هؤلاء الفنانين والمبدعين.
تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية استهلكت 4.5 مليار دينار وأكد محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، أنه تم تجسيد 80 بالمائة من البرامج المسطرة في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية من أسابيع ثقافية ومسرحيات وطبع للكتب وحتى المعارض والملتقيات، مشيرا إلى استقبال وفود أكثر من 13 دولة وتنظيم 28 أسبوعا ثقافيا للولايات الجزائرية إضافة إلى تظاهرات كبرى في مجال السينما والمسرح والتراث اللامادي، مؤكدا أنه تم تنظيم أكثر من 200 حدث ثقافي إلى غاية اليوم في انتظار النشاطات المبرمجة، وأشار إلى أنه تم استهلاك أكثر من 4.5 مليار دينار من أصل 7 ملايير دينار خصصتها الدولة الجزائرية للتظاهرة.
الشاب خالد والشاب مامي يتصالحان وكشف سامي بن شيخ أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف، نجح في وضع حد لأكثر من 30 سنة من القطيعة بين الشاب خالد والشاب مامي، حيث تم استقبال الشاب مامي الأثنين لدى الديوان أمس وتم ربطه بالشاب خالد هاتفيا وتكلما بدون أي عقدة في جو أخوي، مضيفا أن خالد ومامي رحبا بفكرة تنشيط حفل بالعاصمة، كما أكد بن شيخ أن الفنان القبائلي القدي "إيدير" رحب هو الآخر بالعودة إلى الجزائر من باب الديوان الوطني لحقوق المؤلف الذي ينتمي إليه.