تصوير: بشير زمري يشرع المخرج سيد أحمد دراوي هذه الأيام في تصوير أحداث الفيلم الجديد "أمنية طفل" للكاتب سليمان بوبكر، صاحب سيناريو "البذرة". الفيلم من نوع الدراما الساخرة، ويتناول موضوع أضحية العيد. تدور أحداث الفيلم في ساعة و20 دقيقة من الزمن بين أسرة "نجية" أرملة أم لطفلين سامي ومحمد، وأسرة "سليم" عم الطفلين وزوجته "آسيا" المتسلطة وابنه المدلل "أيمن"، وأسرة "كريم" جار اليتيمين المتكونة من زوجته "فتيحة" وابنته "هدى". وعند اقتراب موعد العيد، يطرح "سامي" 11 سنة، ألف سؤال على أمه التي لا حول لها ولا قوة لعدم شرائها أضحية العيد. تحاول الأم جاهدة أن تقنع طفلها بحجج منطقية، لكن عقل "سامي" الصغير لا يستوعب ما تقوله أمه. وما يزيدها عذابا وحسرة، هو رؤية ابنها مضربا عن الطعام وحتى الكلام. أما "سليم" عم اليتيمين، المغلوب على أمره، فيرضخ لسلطة زوجته ويطاوعها حين ترفض التبرع بأضحية لأبناء أخيه، وتصر على شراء كبش كبير بقرنين ملتويين، كي تفتخر به أمام جاراتها. يتمكن "كريم" جار اليتيمين متوسط الدخل، من شراء الأضحية بعد عناء كبير واقتصاد طول السنة. وتتخلل هذه الحبكة الدرامية أحداث ثانوية فكاهية، منها شخصية "عمي رزقي" بائع الخرفان، الذي يشتري منه "عبد الرحيم" الصديق الوفي لزوج الأرملة "نجية"، أضحيتين أربعة أيام قبل العيد، قبل أن يسافر في مهمة، ويتفق معه أن يوصل أحد الكبشين إلى بيته والثاني إلي بيت "نجية" ليلة العيد، إلا أن بخل "عمي رزقي" واستغلاءه لإيجار سيارة نقل جعله يقع فريسة في قبضة لصين يسرقان منه كبش اليتيمين، وبعد ترصد وبحث يتمكن "عمي رزقي" من استرجاع الخروف في موقف طريف. بعد أحداث مرحة ومضحكة وأخرى حزينة ومؤثرة، تملأ الفرحة قلبي اليتيمين حينما يستلمان كبشهما من "عمي رزقي" صبيحة العيد. أما سليم وزوجته الأنانية، فلم ينالا من الأضحية سوى البطاطا المربوطة على جبينها، وذلك بعد اكتشافهما سرقة كبشهما ذي القرنين الملتويين. السارقان أيضا لا ينعمان بالكبش المسروق؛ لأنه انفلت من قبضتهما ليدخل بنفسه إلى مركز الشرطة. وأكد سليمان بوبكر للشروق أنه تعمد اختيار البراءة كشخصيات رئيسية في الفيلم، ليؤثر العمل على المشاهد كخطوة لمساعدة الأشخاص المحرومين. من جانب آخر، تحدث بوبكر عن مستوى التمثيل في الجزائر، واقترح لجنة لتدريب الممثلين الجدد وعدم استبعاد الممثلين القدامى باعتبارهم أساس نجاح العمل الدرامي. للإشارة، هذا العمل هو رابع فيلم قصير للكاتب في تناوله لمعاناة البراءة في بلادنا بعد "مسار طفل" في 2008، و"براءة طفل" و"جنون طفل" اللذين سينتهي قريبا من تحضيرهما.