تصوير: بشير زمري كشف الدكتور بابا عمي محمد وهو واحد من أعيان منطقة غرداية عن شروع مجموعة من إطارات الولاية وكذا أعيانها في تأسيس شركة تأمين إسلامية، تقوم بتأمين ممتلكات كافة سكان الولاية، إذ يتم حاليا إعداد الوثائق الضرورية قصد إيداعها لدى وزارة المالية، إلى جانب جمع الأقساط المالية. * بشير مصيطفى: التأمين التعاوني حقق نجاحا كبيرا في دول الخليج * الدكتور بابا عمي: صيغة التأمين الحالي متاجرة في المخاطر * * وقال الدكتور بابا عمي في اتصال معه الثلاثاء بأن المنتدى الاقتصادي للمنطقة هو من فكر في ضرورة إنشاء شركة تأمين ذات طابع إسلامي بمنطقة غرداية، بما يتناسب مع عادات وتقاليد سكانها الذين لا يستسيغون في تقديره التأمين الحالي، لهذا هم يرفضون التأمين على ممتلكاتهم باستثناء ما تعلق بالتأمين الإجباري، كالتأمين على السيارات، وهو ما يفسر في تقديره قلة عدد الأشخاص المؤمنين ممتلكاتهم ضد الكوارث الطبيعية بغرداية، الذي حدده اتحاد المؤمنين وإعادة التأمين ب 500 شخص فقط عبر كامل تراب ولاية غرداية. * وفي نظر الدكتور بابا عمي فإن التأمين الحالي "هو مخاطرة غير مشروعة"، لأنه عبارة عن متاجرة في المخاطر، "والعلماء عموما حرموه، باستثناء ما تفرضه الحكومة على المواطن، كالتأمين على السيارات مثلا"، لذلك فإن شركة التأمين الإسلامية تسعى لتطبيق التأمين التكافلي أو التعاوني وليس التأمين التجاري المعمول به عبر كامل شركات التأمين على مستوى الوطن. * وفيما يتعلق بالأشواط التي قطعها أعيان منطقة غرداية في سبيل تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع، قال المصدر ذاته بأنه يتم حاليا جمع الأقساط المالية وأيضا إعداد الوثائق اللازمة، وكذا عملية هيكلة المؤسسة، والإقناع بجدوى التأمين الإسلامي، مؤكدا بأن القانون الجزائري لا يمنع تأسيس شركات تأمين إسلامية "بل هو يساعد على ذلك"، وذكر على سبيل المثال إنشاء بنك السلام الإماراتي. * وأضاف الدكتور بابا عمي بأن المبادرة الأولى لتأسيس شركة تأمين إسلامية تولاها إطارات وخبراء سابقون في شركات تأمين جزائرية، وهم يدركون جيدا طبيعة القطاع، قائلا بأن التأمين الحالي لم يلق الرواج في المنطقة، لذلك كان لابد من التفكير في طريقة أخرى لكن دون مخالفة القانون، خصوصا وأن التأمين الإسلامي ينطلق من فكرة التكافل والتعاون. * * التأمين التعاوني حقق نجاحا كبيرا في دول الخليج * * ويعتبر الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى بأن التأمين الإسلامي غير جديد، فهو منتشر بكثرة لدى دول الخليج على وجه الخصوص من بينها السعودية والكويت والبحرين، وهو يعرف بالتأمين التعاوني، وقد حقق بتلك الدول نجاحا باهرا يفوق بكثير التأمين العادي. * ويقول الخبير بشير مصيطفى بأن التأمين التجاري يستهدف الربح الرأسمالي، وهدفه تجاري بحث، وكل ما يهمه هو تحقيق الربح، فالأقساط التي يدفعها المؤمن كبيرة جدا، بالمقارنة مع رأس مال المؤمن عليه. * في حين أن التأمين الإسلامي يعتمد على أقساط ضعيفة، لهذا فهو يشجع الأشخاص على التعامل معه، وبالتالي فإن كثرة المؤمنين يرفع أرباح شركات التأمين الإسلامية. ويرى المصدر ذاته بأن نجاح التجربة في بلدان الخليج من شأنه أن يشجع على اتخاذ المبادرة نفسها لدينا. * * ماهو التأمين الإسلامي؟ * * يقوم التأمين الإسلامي أو التعاوني على تأمين جميع الممتلكات دون استثناء، لكن المؤمن ليس مطالبا بدفع أقساط كبيرة مقابل تأمين أملاكه، في حين أن التأمين العادي يجبر المؤمن على دفع أقساط كبيرة لا تتناسب مع رأس مال الملكية المؤمن عليها، كما ان شركات التأمين الإسلامية لا تتعامل مع البنوك الربوية ولا تضارب في البورصات، فهي تضع أرباحها في البنوك الإسلامية، ما خلق نوعا من التداخل ما بين شركات التأمين الإسلامية وكذا البنوك الإسلامية.