أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرج، أن "الناتو" متمسكٌ بالمسار السياسي لحل الأزمة في ليبيا. وقال ستولتنبيرج، في تصريحات صحفية "إن الحلف سيستمر في دعم الجهود الرامية والمحادثات الجارية، للدفع نحو تشكيل حكومة وفاق في ليبيا أولا، وللتوصل ثانيا إلى وقف لإطلاق النار في هذا البلد ". وتابع قائلا "نحن نلاحظ بعض العراقيل، ولكننا ندعم المحادثات الجارية، وفي حال التوصل إلى تشكيل حكومة توافق فإن الناتو مستعد لتعزيز المرافق والمؤسسات الأمنية الليبية ومساعدة الحكومة الجديدة ". وأضاف "ولكن يجب أن نتلقى طلبا من هذه الحكومة"، مؤكدا إرادة حلف الناتو في مواجهة تنظيم "داعش". من جانبه، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصدر توجيهات لمستشاريه في مجال الأمن القومي يوم الخميس للتصدي لمحاولات "داعش" للتوسع في ليبيا ودول أخرى. واستغل تنظيم "داعش" المتشدد حالة الفوضى في ليبيا لترسيخ وجوده في مدينة سرت، ونفذ مقاتلوه عدة هجمات على منشآت نفطية هذا الشهر. وأضاف البيت الأبيض في بيان "أصدر الرئيس توجيهات لفريق الأمن القومي لمواصلة الجهود لتعزيز الحكومة ودعم الجهود الراهنة لمكافحة الإرهاب في ليبيا والدول الأخرى التي يسعى داعش لتأسيس وجود له فيها". وكان وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر قال الخميس في مؤتمر صحفي إن داعش يقيم مواقع تدريب في ليبيا ويستقبل مقاتلين أجانب في أسلوب يماثل ما فعله في العراقوسوريا الأعوام المنصرمة. وتابع "لا نريد أن نكون على طريق يقودنا لوضع مثل سورياوالعراق. وهذا ما يجعلنا نراقب الأمر عن كثب. هذا ما يجعلنا نطور خيارات لما قد نفعله في المستقبل". وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بيتر كوك قد أكد الأربعاء أن الولاياتالمتحدة أرسلت بالفعل "عددا صغيرا من العسكريين" إلى ليبيا لمحاولة "إجراء محادثات مع قوات محلية للحصول على صورة أوضح لما يحدث هناك على وجه التحديد". وقال كوك وفقا لما جاء على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع "نبحث خيارات عسكرية". من جانبه، دعا مبعوث الأممالمتحدة لليبيا مارتن كوبلر ألمانيا إلى زيادة اهتمامها بتحسين الأوضاع في ليبيا. وقال كوبلر في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" في عددها المقرر صدوره اليوم السبت: "من الضروري أن تكون هناك مهمة للتدريب العسكري، ومن الممكن أن يقوم الجيش الألماني بدور مهم في ذلك. إذا كانت ألمانيا ودول أخرى مستعدة لذلك، سيكون هذا أمرا جيدا". وذكر كوبلر أنه كان من الخطأ عدم دعم ليبيا عقب الثورة ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، وقال: "ولذلك تماما فإنه من المهم للغاية الآن عدم التخلي عن ليبيا مجددا. إننا بحاجة إلى سياسة وقائية. نرى ما يحدث في سورية والعراق، حيث نلاحق الأحداث". وحذر كوبلر من استمرار انتشار "داعش" في ليبيا، وقال: "إذا تعاون داعش مع تنظيمات إرهابية أخرى في النيجر وتشاد فسيكون من الصعب للغاية دحرهم". وذكر كوبلر أنه "لم يعد هناك الكثير من الوقت"، مضيفا أن هدفه هو "الحيلولة دون أن تتحول ليبيا إلى مصير سورية في المستقبل".