كما كان متوقعا، فاز الفرنسي جان ماري غوستاف لوكليزيو، بجائزة نوبل للآداب لعام 2008، وهو الذي سبق أن رشحته أوساط أدبية بقوة لهذا اللقب أمام الياباني هاروكي موراكامي، حيث اختارت الأكاديمية السويدية منح نوبل ل "كاتب الانطلاقات الجديدة والمغامرة الشعرية والنشوة الحسية ومستكشف بشرية ما وراء الحضارة السائدة"، كما جاء في بيان اللجنة التي اختارت أن تكرم أحد أهم أعمدة الأدب الفرانكوفوني في العالم، صاحب الإنتاج الغزير، والذي يلقى الاحترام والانتشار في فرنسا، كما أنه صاحب حضور أدبي مميز ومعروف بانتقاده للغرب المادي وحبه للترحال والتجوال حتى لقب بالهندي في المدينة، وهناك من يلقبه أيضا ب "أديب الترحال". في الثامنة والستين توج بنوبل بعد مسيرة امتدت عقودا انتمى فيها إلى المذهب "الأحدي" الذي يعتقد بوحدة الوجود. ولد لوكليزيو في 13 أفريل 1940 في نيس، جنوبفرنسا، في عائلة هاجرت إلى جزيرة موريشيوس في القرن 18، من أب إنكليزي يعمل طبيبا في غابات إفريقيا وأم فرنسية. وبعد أن حاز إجازة في الأدب، عمل في جامعة بريستول ثم جامعة لندن. وفي السبعينات من القرن الماضي، سافر إلى المكسيك وبنما، حيث عاش عدة أشهر مع الهنود وقال: "هذه التجربة بدلت حياتي وأفكاري عن عالم الفن وطريقة تصرفي مع الآخرين، كيف أمشي وآكل وأنام وأحب وحتى أحلامي". معروف عن هذا الفرنسي أنه من بين الكتاب الملتزمين بالوقوف إلى جانب الأقليات والشعوب المستضعفة، حتى أن الموالين لإسرائيل واللوبي الصهيوني ثاروا ضده في الثمانيات واتهم بمعاداة السامية عندما نشر "نجمة تائهة" في مجلة الدراسات الفلسطينية، وهي الرواية التي نشرها في 1992، وفيها تحدث عن هجرة اليهود إلى فلسطين وأوضاع اللاجئين وسكان المخيمات. لوكليزيو ليس بحاجة إلى شهرة إضافية، وهو الفائز بعدة جوائز أدبية، أهمها جائزة "رنودو" عن روايته "المحضر الرسمي" 1963، وجائزة "بول موران" 1980، عن مجمل أعماله، وخاصة "الصحراء". كما كتب أيضا عن دعارة الأطفال في تيلاندا ورافق الهنود الحمر في أدغال أمريكا وإفريقيا، حيث أصدر في هذا الشأن بحوثا ودراسات بقيت محط اهتمام نقدي وتقدير أكاديمي عبر العالم. ويعد لوكليزيو أحد أكثر الكُتّاب الأوروبيين معاداةً لثقافة الهيمنة الغربية. انتُخب في استفتاء أجرته مجلة "لير" عام 1994 كأكبر كاتب فرنسي على قيد الحياة. ويُعد أوّل فرنسي ينال "نوبل" منذ 1985، بعد رائد الرواية الجديدة كلود سيمون.