وأوضح منصوري، في محاضرة حول "التجارب النووية الفرنسية" ألقاها أمس بمنتدى المجاهد بمناسبة الذكرى 49 لإجراء أول تجربة نووية فرنسية بمنطقة رفان تحت اسم "اليربوع الأزرق"، أن الإشعاعات النووية التي تسربت في الجو جراء هذه التجارب القوية تشكل خطرا مع مرور الوقت على صحة الإنسان والبيئة بكل عناصرها• وفي هذا الإطار، ذكر المحاضر بأن النفايات النووية الناجمة عن هذه التجارب لم يتم دفنها بطرق "تقنية محكمة ودقيقة"، وذلك عكس ما صرحت به السلطات الفرنسية، التي كانت قد أشارت إلى أن هذه النفايات قد "ردمت في عمق الأرض وتمت إزالتها نهائيا" بمناطق الجنوب التي كانت عرضة لهذه التجارب• وذكر في هذا السياق بخطورة هذه النفايات على صحة الإنسان والبيئة، لاسيما فيما يتعلق بالثروة النباتية والحيوانية• واستشهد الباحث، في هذا السياق، بالدراسة الأولية التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة النووية حول "خطورة التجارب النووية" والتي أكدت فيها مدى تضرر المناطق التي أجريت بها هذه التجارب نتيجة تعرضها لحوادث وانفجارات أدت إلى تسرب الإشعاعات النووية في الجو• وأشار الباحث إلى خطورة التجارب النووية الباطنية التي تتسبب في وقوع انفجارات تؤدي إلى تسرب إشعاعات نووية خطيرة تضر بصحة الإنسان والبيئة• وذكر الباحث أنه توصل خلال زيارة أجراها لعدة مناطق جنوبية كانت قد عرفت تجارب نووية إلى "اكتشاف ثلاثة أقفاص تحتوي على بقايا حيوانات كانت عرضة للتجارب النووية بمنطقة حمودية"، وأشار إلى أن "أطروحة الجهات الفرنسية، التي تنفي من جهتها إجراء تجارب نووية على حيوانات ليست صحيحة"• وأفاد المحاضر بأن فرنسا أجرت 57 تجربة نووية بالصحراء منذ 1960 إلى غاية 1966 وذلك حسب معلومات تم الحصول عليها من طرف الجمعيات الفرنسية التي تنشط في هذا المجال، غير أن السلطات الفرنسية أكدت مرارا - حسبه - أنها قد أجرت 17 تجربة نووية فقط• من جهتها، حملت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، في مداخلتها، باعتبارها عضوا في اللجنة الوطنية المطالبة بتعويض الضحايا، الدولة الفرنسية مسؤولية هذه التجارب النووية بمنطقة الصحراء الجزائرية، داعية إلى ضرورة تعويض الضحايا وفتح الأرشيف•