تكشف قناة ''الجزيرة'' الفضائية من خلال فيلم وثائقي خاص تم إعداده حول موضوع ''التجارب النووية الفرنسية في الجزائر'' ستبثها نهاية الأسبوع الجاري عن حقائق مريرة ومثيرة، وبشهادات الفرنسيين والخبراء عن ما خلفته هذه التجارب في الجزائر من أضرار لم يسلم منها البشر والحيوان والنبات. أعد صحفي قناة الجزيرة الجزائري عبد القادر مام شريطا وثائقيا أنجزه مؤخرا حول الموضوع. حيث كشف من خلاله أن خبراء الذرة والأسلحة النووية أكدوا أن الإشعاعات الناجمة عن تلك التجارب ستعدم أي نوع من الحياة فوق تلك المناطق، ويؤكد العلماء من خلال الحصة أن انعدام الحياة لن يظهر بشكل سريع في أعقاب تلك التجارب إلا بعد مرور سنين، أو بالأحرى كلما مر وقت عليها وكلما ازداد ترسب السموم على ظهر الأرض وباطنها وهو ما أصبح يظهر الآن في مختلف واحات رقان المجاورة. ويكشف الشريط الوثائقي الذي ستبثه القناة سالفة الذكر غدا على الساعة السادسة، أن فلاحي المنطقة أثبتوا عدم جدوى حقول المزارع وبساتين النخيل التي لم تعد قادرة على الإنتاج، وبالمقابل يؤكد هؤلاء أن أراضي رقان كانت تطعم المنطقة برمتها، نظرا لخصوبة أراضيها في السابق. وسيتعرض الشريط إلى الأكذوبة الأخرى التي حاولت فرنسا أن تسوقها بدون حياء عندما عرضت بشرا أحياء من مجاهدي ثورة التحرير الكبرى لإخضاعهم للتجارب النووية وقياس مستوى حجم الإشعاعات النووية التي ستطرأ على أجسادهم ، حيث قالت فرنسا ساعتها ومحاولة لتزييف الحقائق إن تلك الصور التي عرضتها الكاميرات على شكل بشر فقط، ولكن الخبراء أكدوا أن التجارب النووية وقياس حجم الإشعاعات تجري على الكائنات الحية. ويشير الفيلم كذلك إلى تعرض الفرنسيين أنفسهم إلى الأضرار النووية وقد أقروا بجهلهم للنتائج الوخيمة التي نتجت عنها عندما كان معظمهم يطبق التعليمات الفوقية فقط، حيث يظهرون تذمرا في هذا الشريط من الخداع المتعمد الذي أدى إلى إلحاق أضرار سرطانية فادحة بصحتهم. ومن خلال هذا الشريط يطالب خبراء فرنسيون حكومة بلدهم أن تقوم بشيء يمحو آثار الكارثة الني ألحقت العار بفرنسا ''المتحضرة'' حسبهم. ويتعرض الشريط إلى الدمار الشامل، الإيكولوجي والنفسي والآثار المترتبة على تلك من الأمراض التي ترسبت وتركت جرحا لا يندمل، وسيكون هذا العمل الإعلامي بمثابة الكاشف للحقائق التي كانت أسرارا دفينة لأربعة عقود من الزمن.