مازالت بحيرة مياه الصرف الصحي المتشكلة منذ سنوات بقرية أوهانت البترولية، التابعة لبلدية إن امناس، تشكل خطرا وتهديدا على السكان، وذلك لما أضحت تسببه من معاناة يومية أرهقتهم، رغم نداءاتهم المتكررة للسلطات المحلية، من أجل التدخل ووضع حد لهذه المشكلة التي تهدد بوقوع كارثة بيئية. هذه البحيرة تشكلت جراء تسرب مياه الصرف الصحي من إحدى القنوات، التي تكسرت بفعل قوة مياه الوادي، ما يوحي بأن هذه القنوات قد أنجزت بمعايير غير مطابقة للمعمول بها، بحيث أصبحت تصب مباشرة في الوادي، واختلطت بمياه الأمطار مشكلة بذلك بحيرة أو مستنقعا قذرا يبعد بأمتار قليلة عن الأحياء السكنية، لكن مشكلة تعطل محطة الرفع بفعل تعطيل المضخات من قبل مجهولين، زادت الطين بلة، إذ أصبحت مياه الصرف الصحي المتجهة إلى المحطة، تفيض باتجاه البحيرة رافعة من منسوبها، ورغم إصلاحها، إلا أن هناك بعض القنوات التي مازالت تصب فيها قادمة من محطة الوقود، وكذا المطاعم المقابلة لها. وقد تسببت هذه البحيرة، في كابوس حقيقي أصبح يعيشه المواطن بقرية أوهانت، من مشكلة انتشار البعوض إلى مشكلة الروائح الكريهة، وحتى إلى الخطر الذي تشكله على الأطفال، بحكم قربها من المنازل، إذ راح ضحيتها طفل صغير سنة 2014، عندما غرق في البحيرة، بينما كان يلعب بجوارها، وبعد تلك الحادثة تدخلت السلطات المحلية وقامت بجلب صهاريج من أجل سحب مياه البحيرة، والتخلص من المياه في مكان بعيد لكنها لم تفلح، لتبقى الأمور على حالها إلى حد كتابة هذه الأسطر، ليبقى المواطنون ينتظرون رد فعل المسؤولين الذين يأتون كل مرة من دون نتائج ملموسة على أرض الواقع. وأكد مواطنون في تصريح للشروق اليومي، أن هناك العديد من المقاولين الذين ينشطون بالمنطقة، أبدوا نيتهم في المساعدة على ردمها بواسطة الآلات والجرافات دون مقابل، حيث ينتظرون فقط طلب ذلك من أحد المسؤولين. رئيس الفرع البلدي لأوهانت، اتهم الشركات والمؤسسات التي تنشط بمنطقة اوهانت البترولية، بأنها من تسببت في مثل هذه البحيرات على طول الوادي، وذلك بعد أن تحمل الشركات الرمل من عدة أماكن، مشكلة بذلك حفرا عميقة تسبب مثل هذه البحيرات، فيما أكد أنه قد تدخل في العديد من المرات من أجل إنهاء هذه المشكلة، مضيفا أن هناك عملية مسجلة لردم هذه البحيرة القذرة، حسبما أكده له رئيس دائرة ان امناس.