ومزعج، وكارثة بيئية أصبحت تنتظر سكان مدينة تيسمسيلت بفعل درجة التلوث الكبيرة التي يعرفها سد بوقارة، والذي لا يبعد عن عاصمة الولاية سوى ب 13 كلم، حيث تم رصد ملايير من أسراب البعوض الناقل للأوبئة والأمراض تعشعش بالسد الذي تصب فيه المياه القذرة لشبكة الصرف الصحي لمدينتي تيسمسيلت وأولاد بسام عبر وادي بوكعالة الحامل كذلك للنفايات الكميائية لمركب صوفاكت للأغطية، حتى أضحى بحيرة من المياه القذرة ومصدرا للروائح الكريهة ومرتعا لتكاثر أنواع البعوض لشدة التلوث الذي تسبب مؤخرا في نفوق أطنان من الأسماك لفظها السد الذي يقدر منسوبه هذه السنة ب 12 مليون متر مكعب، وهو ما جعل المختصين يدقون ناقوس الخطر جراء الكارثة التي أصبحت على أبواب مدينة تيسمسيلت بفعل هذا السد وما أصبح يشكله من خطر على الصحة العمومية، خصوصا في فصل الصيف أين تكثر الأوبئة في ظل انعدام محطة لتصفية المياه القذرة من شأنها الحد من نسبة التلوث وتجنيب السكان كارثة إيكولوجية، رغم أن السد أنجز بغرض سقي المحاصيل والمساهمة في التنمية الفلاحية والتزود بالماء الشروب، لكن كونه مصب لشبكات الصرف الصحي ومجاري المياه القذرة والنفايات الصناعية حوله لمجرد حاجز مائي رغم قدرة استيعابه الكبيرة غير مستغلة، وهو ما يتطلب تدخلا من مصالح مفتشية البيئة ومديرية الري والديوان الوطني للسدود المشرف على تسييره وذلك بتطهيره وتحويل وجهة وادي بوكعالة الملوث مع الإبقاء على المجاري والوديان الصغيرة الحاملة لمياه الأمطار حتى تتجدد مياهه ويدخل الخدمة التي أنشيء من أجلها. هذا ورغم التحذيرات المتعددة للمختصين والجمعيات البيئية النشطة يبقى السد مصدر تلوث كبير للبيئة، ينبئ بصيف كارثي ولادغ لسكان مدينة تيسمسيلت.