"جار القمر" أمام العدالة عادت قضية الشركة الإماراتية الوهمية "جار القمر"، التي احتالت على العشرات من البطالين من مختلف ربوع الوطن إلى الواجهة بوهران، حيث ظهر ضحايا جدد قدموا أمس، طلبا لقاضي التحقيق لدى محكمة الصديقية من أجل سماع أقوالهم. * وكان الضحايا المقدر عددهم بالعشرات قد تعرضوا في شهر أوت الفارط من السنة الجارية، إلى عملية نصب واحتيال فريدة من نوعها، على يد مجموعة مكونة من 4 سوريين وجزائري أودعهم قاضي التحقيق جميعا الحبس الاحتياطي، إلى حين محاكمتهم بتهمة النصب والإحتيال، حيث فتح المتهمون المذكورون مكتبا وهميا بحي قومبيطة الشعبي، وقالوا أنه تابع لشركة "جار القمر" الإماراتية لمالكها المدعو محمد عيد أبو شعر، والكائن مقرها الرئيسي بإمارة دبي، وحسب الإعلان الذي نشروه في إحدى الجرائد الوطنية، في خطوة منهم للإيقاع بعدد كبير من الضحايا، ذكروا فيه بأن الشركة الإماراتية لديها علاقات مميزة بدول الخليج العربي ومتخصصة في جلب اليد العاملة الماهرة للشركات القائمة بكل من دولة قطر، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وستمكنهم من مناصب عمل محترمة وبأجور خيالية بهذه الدول الغنية. * وأمام هذا العرض المغري الذي أسال لعاب البطالين عبر القطر الوطني، الذين حاصرتهم حياة الفاقة والغبن، ما كان منهم إلا التدفق زرافات ووحدانا على مكتب التشغيل الوهمي الكائن بحي قومبيطة بعاصمة غرب البلاد، متجشمين عناء السفر من أماكن بعيدة، وحتى من الجنوب، لكن القصة انتهت بعملية احتيال فريدة من نوعها، نهبت على إثرها أموال الضحايا التي دفعوها ثمنا لتحقيق أحلامهم الوردية بدول البترو دولار، والأكثر من ذلك أن أفراد العصابة قدموا لهم أرقاما وهمية؛ ظلّوا يحاولون الإتصال عبرها، لكن دون جدوى، هنا شعر الضحايا بأنهم وقعوا في شراك عصابة محتالة؛ ما دفعهم إلى تقديم شكوى لدى مصالح الأمن، وما حز في نفس أحد الضحايا الجدد، المنحدر من العاصمة الذي التقته "الشروق اليومي"، أنه رب عائلة واقتطع مبلغ 13 ألف دج من مصروف العائلة كحقوق لإيداع ملف وهمي لدى مكتب تشغيل وهمي، لكنه لم يحصل سوى على السراب، هذا ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات المتواصلة في ملف هذه القضية الشائكة، عن تورط أسماء أخرى تكون قد لعبت دور الوسيط لتسهيل مهمة الإيقاع بالضحايا.