أخذت ظاهرة تدخين "الرنجلية" والمعروفة عند العامة ب"الشيشة" انتشارا غير مسبوق بمختلف المقاهي المنتشرة بمدينة تقرت، وإذا كان انتشارها عند الكهول وحتى طلبة الثانوية أصبح أمرا مألوفا، إلاّ أن الظاهرة شملت تلاميذ التعليم المتوسط في المدة الأخيرة. واستنكر عدد من الأولياء الذين تحدثوا ل"الشروق" من بعض أصحاب المقاهي الذين فتحوا أبوابهم للأطفال القصّر وتلاميذ المدارس من أجل تدخين "الشيشة" من دون اعتراض، حيث أضاف هؤلاء أن بعض أصحاب المقاهي بوسط مدينة تقرت يعرضونها بمختلف الأشكال والأحجام والأذواق في الواجهة من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن دون تمييز بما فيهم تلاميذ المدارس . أما المختصون في علم النفس والاجتماع، فقد دقوا ناقوس الخطر، وحذروا من هذه الظاهرة التي انتشرت، وتضاعفت بمدينة تقرت، خاصة في الوسط الحضري على حساب الريفي الذي تقل به المقاهي مقارنة بالمدن، وتساءلوا إذا كان المراهق يبدأ في سن مبكرة بالإدمان على الشيشة، فبالتأكيد ستشجعه على استهلاك مواد أخرى أخطر كالمخدرات التي اكتسحت بدورها المؤسسات التعليمية في الجزائر، مطالبين بتنظيم أيام تحسيسية حول خطورة هذه الظاهرة وتأثيرها على صحة الإنسان نفسيا وجسديا. أما الدكتور كمال بن عامر وهو طبيب مهتم بالصحة المدرسة بتقرت، فقد أوضح ل"الشروق" أن خلية الإعلام الصحي التابعة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية تقرت سبق لها وأن قامت بالعديد من الحملات التحسيسية والمعارض والمحاضرات بمختلف المدارس وخاصة الثانويات لتسليط الضوء على هذه الظاهرة ومخاطرها والتي يجهلها أغلب التلاميذ الذين هم بحاجة إلى توعية ومرافقة، حيث أوضح أن الكثير من متعاطيها يعتقدون أنها أقل ضررا من السجائر، والحقيقة أنها عكس ذلك، حيث أن تدخين ساعة واحدة من الشيشة تعادل 20 سيجارة في وقت واحد عند الكهل، فما بالك عند المراهق وتسبب سرطان الرئة ومرض القلب وأمراض اللثة والإصابة بالأمراض المعدية، خاصة أن الشيشة معروفة أن أنبوبها تتداول عليه الآلاف من أفواه مرتادي المقاهي.