أجرى الاتحاد العنابي مساء الجمعة أول حصة تدريبية له بحلب، في أجواء أقل ما يقال عنها أنها مشجعة، نظرا للانسجام الكبير الظاهر على اللاعبين الذين تدربوا أمس صباحا بداية من العاشرة والنصف، فيما ستكون حصة اليوم في توقيت المباراة أي السادسة مساء باصرار من الطاقم الفني للفريق الذي رفض تقديمها وتمسك بحق الفريق القانوني في التدرب وقت المباراة. * * عزم على تشريف الجزائر * * أعرب كل لاعبي اتحاد عنابة، ودون استثناء، عن عزمهم على اللعب بروح قتالية عالية وتفادي البرودة التي تميزوا بها في بعض مباريات البطولة، وهذا لكون المباراة لن تخص عنابة فحسب، بل كل الجزائر، وسيشاهدها عدد هام من العرب، ولا بد من اعطائهم صورة طيبة عن الفريق لتشريف الكرة الجزائرية المستحوذة على لقب البطولة في النسختين الأخيرتين بفضل النسور السطايفية. * * مقابلة تطبيقية في نصف ملعب * * بعد الحصة الأولى التي كانت عبارة عن حصة استرخائية، كان الموعد صباح أمس مع رفع وتيرة التدريبات لكونها أهم حصة قبل المواجهة الحاسمة، وحتى حصة اليوم ستكون خفيفة جدا، ولهذا فقد أجرى خلالها الطاقم الفني مباراة تطبيقية بين اللاعبين في نصف ملعب. وشهدت المباراة تنافسا حادا بينهم، خاصة بعد أن أرغم ديبيرو كل لاعب يرتكب خطأ أن يخرج من المباراة ويركض دورة حول الملعب قبل العودة لمشاركة زملائه. * * غناية أصيب بعد تلاحم مع ربيح * * إذا كانت المباراة التطبيقية بين لاعبي عنابة لا يهم فيها الفائز والمنهزم، فإن الخاسر الأكبر كان بكل تأكيد المدافع غناية الذي أصيب على مستوى قدمه اليمنى بعد التحام مع المهاجم ربيح، مما جعله يتلقى الاسعافات الأولية وسط قلق زملائه، لدرجة أن ربيح اعتذر منه وأكد له أنه لم يتعمد رفسه، وبذلك سيضطر اللاعب غناية على المشاركة في لقاء الغد رغم الاصابة، ولو كاحتياطي. * * مزحة حملاوي مع الهادي عادل * * عند بداية الحصة التدريبية، كان اللاعبون يقومون بحركات تسخينية، وبين حركة وأخرى كان يسترخي الواحد منهم فوق ظهر الآخر، وكان "نصيب" حملاوي أن يسترخى فوق ظهر الهادي عادل، وبعد أن انتهى لم يتردد في التهكم على زميله بقوله: "لم أشعر بأي استرخاء، بل عذبتني يا كاريكا لكون جسدك كله عظام..."، مما جعل الجميع يضحك، ما عدا الهادي عادل الذي اعترته مسحة من الحشمة. * * تلوث الجو أفسد تدريبات السبت * * عانت مدينة حلب صباح أمس من وجود كتلة شبيهة بالضباب تحجب الرؤية وتؤثر حتى على التنفس، وعندما سألنا عنها قيل لنا أنها افرازات المركبات الكثيرة والكثيرة جدا المتواجدة بحلب التي يسكنها 4 ملايين نسمة، وكل عائلة تملك سيارة واحدة على الأقل، وهو ما تسبب في تلويث جو المدينة الشهباء وأفسدت تدريبات عنابة، ما جعلنا نتساءل: ماذا لو كانت حلب كعنابة التي بها عدة مصانع، أهمها مصنع الأسمدة الفوسفاطية؟ * * الكرم السوري موجود حتى على القارورات * * تعتبر مدينة حلب مدينة سياحية يقصدها السياح من كل حدب وصوب للتمتع بآثارها، خاصة القلعة المتواجدة في وسط المدينة، وتعتبر رمزا لها، كما أن المواطن الحلبي مهما كان اعتقاده (في حلب لوحدها 14 معتقدا دينيا) يرحب بكل الضيوف، وخاصة الجزائريين. وما يوضح لباقة هذا الشعب لاحظناه حتى على قارورات المياه المعدنية التي كتب عليها عبارة أهلا بكم... اكرامكم واجبنا، وهذا ما ينطق على كل سوري بمجرد مصادفة أي أجنبي. * * ملعب الحمدانية يلقى الاعجاب * * أعرب كل العنانبة من لاعبين مدربين ومسيرين عن إعجابهم الكبير بملعب الحمدانية الذي شبهوه بملعب مسعود زڤار بالعلمة. ويتواجد الملعب في المنطقة الرياضية بحلب بجانب الملعب الدولي الذي هو عبارة عن تحفة رائعة، مما جعل اللاعبين يقصدونه أمس للتجول فيه والتقاط الصور التذكارية وكلهم أسف على عدم اللعب فيه. * * ديبيرو للشروق: * "طويت صفحة الخلافات ومشلة لاعبو عنابة نفسي" * * كان لنا لقاء مع مدرب اتحاد عنابة هنري ديبيرو لمعرفة جاهزية فريقه لهذه المنافسة، فكان رده أن دوري أبطال العرب موعد جاء في وقته، لكون هذه المنافسة ستسمح للفريق بترقية مستواه، خاصة وأنه سيلعب دون أدنى ضغط، وما لم يفعله لاعبوه في البطولة الوطنية قد يفجرونه في دوري أبطال العرب الذي حسبه سيعود في كل الحالات بالفائدة على فريقه. * وعن مرحلة الفراغ التي مر بها فريقه الذي لم يحصد سوى نقطة يتيمة من آخر مواجهتين، فقد كشف ديبيرو بأن اتحاد عنابة مر بفترة فراغ، وخلالها حدثت بعض الخلافات التي هي حسبه سوء تفاهم وليس مشاكل، سواء بينه وبين اللاعبين أو حتى فيما بينهم، لكن هذه السفرية سمحت بعودة تلاحم المجموعة المتواجدة في أحسن حال، وهم كل فرد فيها تسجيل نتيجة ايجابية في مباراة الغد. * * "عقدة فريقي في الأذهان وليس الأقدام" * * وعن اكتفائه بثلاثة حصص تدريبية خفيفة، فقد صرح لنا نفس المتحدث بأن فريقه جاهز من الناحية البدنية، وقد يكون أحسن من خصمه، لكونه لعب 8 مباريات، عكس الاتحاد المحلي الذي لعب 3 فقط، ولهذا فهو يعمل سواء فوق الميدان أو خارجه على الجانب البسيكولوجي؛ لأن عقدة عنابة كما قال في الأذهان وليس الأقدام، متمنيا فتح صفحة جديدة من حلب. * * "الضغط سيكون عليهم أكثر" * * وبعد تدرب عنابة في الحمدانية زالت هواجس التخوف منه لكونه ملعبا صغيرا، وأن النادي المحلي قد خطط لزيادة الضغط على العنانبة، لكن المدرب ديبيرو كان له رأي آخر؛ فحسبه الضغط سيكون أكبر على الفريق المحلي لكونه سيلعب أمام أنصارهم الذين لن يرضوا بغير الأهداف للعب مباراة العودة بنوع من الراحة، لكن ديبيرو استبعد ذلك لكونه قد أعد لهم خطة ستكبح جماحهم. * * منادي تحول إلى نفساني * * مع اقتراب موعد المباراة تزداد الحسابات التي حتمت على الرئيس منادي التحول إلى اخصائي نفساني لتهيئة اللاعبين بسيكولوجيا، حيث كانت له عدة جلسات مع الكثير منهم للوقوف على جاهزيتهم وحثهم على مضاعفة المجهودات لكون مباراة الغد لا تتعلق بعنابة فحسب، بل كل الجزائر، كما كانت له عدة حورات مع بعض الصحفيين السوريين، وأهم ما جاء في كلامه هو أن المباراة ستنتهي بالتعادل أو بفوز صغير بفارق هدف واحد لأصحاب الأرض. ولم يتحدث منادي عن فريقه فقط، بل تحدث أيضا عن العلاقات الجزائرية السورية وعدة أمور أخرى. * * حوامري تنقل إلى دمشق لزيارة شقيقته * * استغل أمين المال، الحاج حوامري، تواجده في الأراضي السورية لزيارة شقيقته الطبيبة التي تعمل بدمشق، وكان قد خطط للوصول إليها من العاصمة بعد أن اقتنى لها الحلوى العاصمية "الدزيريات". * * الصحافة الحلبية تشيد بفريقها وتتوعد العنانبة * * أجمعت الصحف السورية بصفة عامة والحلبية بصفة خاصة، الصادرة أمس، على أن تمكن الاتحاد السوري من قلب تأخره بهدف أمام نادي تشرين إلى فوز بالانجاز الكبير الذي جاء في وقته ليرفع معنويات الفريق قبل ملاقاة عنابة، لدرجة أن مجلة "السنابل" عنونت صفحتها الأولى ب: "أحمر حلب جاهز لقطف العنب"، وهو ما يدل على تفاؤل السوريين لتجاوز عقبة العنانبة، كما جاء في جريدة "الاتحاد": "أداء رزين وفوز مهم على تشرين"، وفيه تحدث صاحب المقال على أن الاتحاد الحلبي سيكون في أحسن حالاته خلال مباراة الغد. وفي نفس الاتجاه، سارت أسبوعية "الرياضية" بعنوانها: "نسور الاتحاد اصطادوا بحارة تشرين"، وتحدثت بعض المقالات عن اتحاد عنابة الذي يعتبر في نظر السوريين منافسا متواضعا يمكن لاتحادهم من تجاوزه لكون فريقهم يضم 8 لاعبين دوليين، وهم: الآغا، محمود آمنة، وائل عيان، بكري طراب، يحيى الراشد، مجد حمصي، عمر حميدي وعبد القادر دكة، ولا يقتصر الأمر على هؤلاء فحسب، بل لهم أيضا كل من أحمد كلاسي ومحمد ميدو درويش المتواجدين مع منتخب الشباب، وهذا حسبهم كفيل بترجيح كفتهم، في انتظار وصول ساعة الحقيقة غدا بملعب الحمدانية بداية من الرابعة بالتوقيت الجزائري. * وتجدر الاشارة إلى أن الفريق السوري قد تدرّب مساء أمس بملعب الحمدانية، حيث اكتشفنا أن محاورة أي لاعب تكون بترخيص من المدرب الروماني تيتا، وإلا فلن تسمع من اللاعبين سوى عبارة: "آسف حبيبي". * * التشكيلتان المحتملتان: * * اتحاد حلب: محمود كركر، بكري طراب، مجد حمصي، عمر حميدي، عبد القادر دكة، محمود آمنة، يحيى الراشد، عادل عبد الله، خالد الظاهر، عبد الفتاح الآغا، محمد فارس. * اتحاد عنابة: ڤاواوي الوناس، رماش بلقاسم، زازو سمير، بوعصيدة كمال الدين، فريوة زين العابدين، بوجليدة مراد، مكحوت أحمد، فاديغا سيكو، بوشريط عنتر، حميدي الشيخ، الهادي عادل.