أفادت مصادر مؤكدة، أن المدعو "بوترفاس عبد الحليم" المكنى "نعيم" الضابط الشرعي في تنظيم "جماعة حماة الدعوة السلفية"، سلم نفسه مؤخرا لأجهزة الأمن، وقالت المصادر التي أوردت الخبر ل"الشروق اليومي"، أن هذا الإرهابي قام بتسليم نفسه لمصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان وكانت بحوزته قطعة سلاح رشاش من نوع "كلاشينكوف". * وأفاد خلال التحقيق معه، أن قرار تسليم نفسه جاء بناء على قناعته بعدم شرعية العمل المسلح في الجزائر والاستمرار فيه، مؤكدا أنه كان يتابع منذ مدة فتاوى العلماء بهذا الشأن، وتوصل الى ضرورة وقف نشاطه، خاصة بعد تداول معلومات تفيد باستمرار السلطات العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي يستثني استفادة المتورطين في المجازر والتفجيرات والاغتصاب من تدابيره. * وتحفظت مصادرنا عن إعطاء تفاصيل أخرى، مشيرة فقط الى أن القيادي السابق في تنظيم "سليم الأفغاني" قدم معلومات هامة عن وضع التنظيم وخريطة نشاطه. * وكان قد التحق بصفوف الإرهاب عام 1998 بعد انشقاق "كتيبة الأهوال" عن "الجيا" لانحراف نشاطها واعتماد المجازر الجماعية وتأسيس "جماعة حماة الدعوة السلفية". * وكان الضابط الشرعي لتنظيم "حماة الدعوة السلفية" قد أصدر فتوى حديثا نشرتها "الشروق اليومي" في عدد سابق يؤكد فيها عدم جواز الاختطافات مقابل طلب فدية لتمويل التنظيم الذي يعاني عجزا كبيرا في المؤونة والذخيرة الحربية وحصارا من طرف قوات الجيش، خاصة على مستوى معاقل "حماة الدعوة السلفية" بولاية تلمسان التي ينشط بها حاليا 11 إرهابيا بعد القضاء على العديد من نشطائها في عمليات عسكرية متتالية آخرها القضاء على 4 إرهابيين وتم تحديد هوياتهم، حيث ينحدر أحدهم من سيدي الشحمي بولاية وهران. * وتواجه جماعة "سليم الأفغاني" موجة توبة موازاة مع العمليات العسكرية، حيث كان مجند حديثا في صفوف التنظيم قد سلم نفسه الى فرقة الدرك الوطني بهنين بتلمسان وكشف عن الوضع المزري الذي يعيشه الإرهابيون في ظل الملاحقات الأمنية، وسبق لإرهابي آخر أن سلم نفسه لمفرزة الحرس البلدي بتلمسان وكان في وضعية صحية سيئة. * ولا يستبعد متتبعون للشأن الأمني، أن يكون الضابط الشرعي "لجماعة حماة الدعوة السلفية" قد قام بتسليم نفسه بعد تسجيله انفلات الأمور وفقدانه السيطرة على عناصره في مخالفة الأمور الشرعية، خاصة في ظل الخسائر المتتالية وعجزه عن المناظرة الشرعية، ليقرر الانسحاب بعد عجزه أيضا عن إيجاد تبريرات شرعية لإقناع أتباعه لمواصلة النشاط المسلح بعد إجماع أغلب علماء الدين من مراجع التنظيم السلفي على عدم "شرعية الجهاد" في الجزائر، ويؤكد مراقبون أن تسليم هذا القيادي البارز نفسه لمصالح الأمن ستكون له ارتدادات على تنظيم "سليم الأفغاني" مستقبلا، خاصة وأن هذا الضابط هو من بين 3 أعضاء يشكلون الهيأة الشرعية في تنظيم "جماعة حماة الدعوة السلفية"، وهم "بليل منصور" و"عباس الطيب" المكنى "ثابث"